الانتخابات البرلمانية في العراق
يشهد العراق استعدادات مكثفة لانتخابات برلمانية هامة ستُجرى في 11 نوفمبر المقبل، في ظل أوضاع متوترة تشهدها المنطقة. تواصل الأحداث في محيط العراق التأثير على الأجواء الديمقراطية، حيث تُعتبر هذه الانتخابات نادرة في تاريخ الحكومات العراقية ما بعد 2003، إذ ستحدد ما إذا كان رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني سيحصل على ولاية ثانية.
الاستحقاق السياسي في ظل التحديات
مع اقتراب موعد الانتخابات، يواجه السوداني ضغوطًا سياسية ونقدية كبيرة، فالتصعيد العسكري والمواجهات المحتملة بين إيران وإسرائيل تلقي بظلالها على المشهد السياسي في العراق. على الرغم من تراجع حدة التوترات الإقليمية بعد وقف إطلاق النار في غزة، تبقى المخاوف قائمة من تجدد تلك الصراعات. استعدت 7768 مرشحًا، من بينهم أكثر من 2200 امرأة، للسباق على 329 مقعدًا برلمانيًا، حيث كانت القوى الرئيسية مثل التيار الصدري وائتلاف النصر قد أعلنت مقاطعتها للعملية الانتخابية متأثرةً بالوضع المتأزم.
حذر تقرير أسوشيتد برس من تفشي ظاهرة شراء الأصوات واستخدام المال السياسي، حيث عادت هذه القضية لتكون محل اهتمام واسع. في هذا السياق، تفيد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بأنها ستتحرك لمحاسبة أي مرشح متورط في هذه الممارسات. كما شهد الوضع الأمني تفاقمًا، إذ تزايدت حالات العنف الانتخابي، كان أبرزها مقتل المرشح صفاء المشهداني في بغداد.
على الرغم من الضغوط، تتواجد كتل مسلحة تسعى لتعزيز وجودها السياسي من خلال المشاركة في الانتخابات، حيث يتمسك السوداني بمبدأ أن من يتخلّى عن السلاح له الحق في الانخراط في العملية السياسية. وفي ظل هذا المشهد، يبقى العراق أمام معضلة التوازن بين النفوذ الإيراني والضغط الأمريكي، بالإضافة إلى تداعيات المال السياسي والنزعة الشعبية. قد تكون هذه الانتخابات نقطة تحوّل مهمة ستعيد تشكيل السلطة أو تعيد إرساء نفس مسارات الجمود السياسي.

تعليقات