مؤتمر مجلس الكنائس العالمي: “سنودس النيل الإنجيلي” يؤكد أن مصر هي أرض الإيمان والسلام

مؤتمر الإيمان والنظام: تعزيز الوحدة المسيحية

رحب القس رفعت فتحي، الأمين العام لـسنودس النيل الإنجيلي، بالمشاركين في المؤتمر السادس للجنة الإيمان والنظام التابعة لمجلس الكنائس العالمي، والذي يُعقد في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بمشاركة وفود كنسية من مختلف أنحاء العالم. في كلمته الترحيبية، عبّر القس عن سعادته بوجود هذا الحدث المسكوني التاريخي على أرض مصر الغنية بالتاريخ والثقافة، مشيرًا إلى أهمية هذا المكان الذي باركته العائلة المقدسة وأصبح رمزًا للسلام.

تعزيز التواصل بين الأديان

وجه القس رفعت الشكر للدولة المصرية ورئيسها عبد الفتاح السيسي، مثنيًا على الجهود المبذولة في تعزيز ثقافة العيش المشترك والحوار بين الأديان. كما أعرب عن امتنانه للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا تواضروس الثاني لاستضافتهما لهذا المؤتمر الذي يتزامن مع مرور سبعة عشر قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول. أكد أن هذا الحدث يحمل دلالات روحية وتاريخية بارزة تمثل أهمية كبيرة في الحوار بين الكنائس.

وأشاد القس بالجهود التي يبذلها مجلس الكنائس العالمي ولجنة الإيمان والنظام لتنظيم هذا اللقاء الدولي، والذي يجمع الكنائس من جميع القارات. قدم القس تحية تحفيزية للمشاركين، مشيرًا إلى أهمية البرنامج الذي يعكس وحدة الإيمان والرسالة المشتركة في العالم المعاصر.

في إطار حديثه حول روح مجمع نيقية، أكد القس فتحي أن المؤتمر يمثل دعوة لإعادة تجسيد تلك الروح التي جمعت الآباء الأوائل في محبة لإعلان إيمانهم بالمسيح، مشددًا على أنه ليس من الضروري أن تكون وحدة الكنيسة مجرد نقاش لاهوتي، بل هي تجسيد حي لشهادة المسيح أمام العالم.

أضاف القس أنه يجب الحفاظ على صوت المجمع في حياتنا اليومية وعلى الإيمان المشترك بين جميع الطوائف، مؤكدًا أن المسيح هو الرب والإله والمخلص الواحد. وأشار إلى أهمية بناء الوحدة المسيحية على أساس الحوار والخدمة، قائلاً إن الوحدة لا تُفرض بالقوة، بل تُبنى بالحب والثقة.

لسان حال الكنيسة الإنجيلية

أعرب القس رفعت فتحي عن فخر الكنيسة الإنجيلية في مصر بالمشاركة في هذا الحدث العالمي، مبرزًا أهمية الحوار في تقديم الخدمة وتعزيز روح التعاون. وأكد أن الوحدة لا تعني القضاء على الاختلافات، بل تقديس التنوع بالمحبة والاحترام المتبادل، حيث يسعى كل عضو في جسم الكنيسة إلى خدمة الآخر وإظهار وجه المسيح في العالم.

اختتم القس كلمته بالدعاء أن تكون أيام المؤتمر فرصة لتعميق الالتزام بوحدة الكنيسة وتعزيز الشركة بين الطوائف المسيحية المختلفة، مشيرًا إلى دور مصر كجسر بين الشرق والغرب وأرض الإيمان والسلام. وأكد مجددًا على ضرورة التوحد في الإيمان والعمل معًا بحب، معبرًا عن أمله في أن تعكس هذه المسكونية شهادة حية للبلاد عن المسيح، الذي له المجد إلى الأبد.