في مقاله بصحيفة هآرتس، يعبر الكاتب اليساري جدعون ليفي عن قلقه من الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن عودة الأسرى أظهرت بوضوح كيف أثرت المعاملة القاسية التي يتعرض لها الفلسطينيون على أوضاع الإسرائيليين المحتجزين في غزة. لقد تبين أن للشر ثمناً لا يمكن تجاهله.
إسرائيل والمتعة بالسادية
ويستند ليفي إلى تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، الذي يفيد بأن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الإسرائيلي كان قد حذر من تفاقم أوضاع الأسرى الفلسطينيين بسبب تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لكن هذه التحذيرات قوبلت بتجاهل كبير.
صورة مروعة للمعاملة
كما يستعرض ليفي مرارة الأحداث من خلال أدلة مؤلمة نشرتها صحيفة غارديان، حيث تم العثور على 135 جثة مشوّهة لمحتجزين فلسطينيين أعيدت إلى غزة، مع ملاحظات تشير إلى أنها كانت محتجزة في سجن سدي تيمان. الصور التي تم نشرها تشمل أيدٍ مقيدة وآثار تعذيب تعكس أموراً مروعة مثل الموت اختناقاً أو تحت عجلات الدبابات.
ويتابع الكاتب ليشير إلى أن الإسرائيليين الذين أُفرج عنهم كانوا في حالة صحية مروعه، مشيراً إلى شخصيات مثل الطبيب أحمد مهنا، الذي اعتُقل في ديسمبر/كانون الأول 2023، والذي وصف كيف كان يتم نقله من مكان إلى آخر في ظروف لا إنسانية.
ويعبر ليفي عن استغرابه من الفخر الذي يشعر به البعض حيال هذه الممارسات، متسائلاً كيف يمكن لحكومة تل أبيب أن تفخر بتعذيب الفلسطينيين، بينما يدرك الكثير من المواطنين الإسرائيليين أنهم يتقبلون فكرة الانتقام ويبركون أعمال العنف.
ويشير إلى أن القليل من المنظمات الحقوقية، مثل “أطباء بلا حدود” و”بتسيلم” و”لجنة مناهضة التعذيب”، هي التي تجرؤ على انتقاد هذه الأفعال، في وقت تغض فيه الحكومة الإسرائيلية النظر عن الانتهاكات. ويقارن ليفي بين وضع الفلسطينيين والمعاملة التي تلقاها أدولف أيخمان، وذلك ليبرز التناقض في التعامل مع المعتقلين.
إلى جانب ذلك، يسلط ليفي الضوء على المناخ الانتقامي السائد بين الإسرائيليين، ويشير إلى أن عددًا كبيرًا منهم يطالب بعقوبات صارمة على من يعتبرون “نخبة” المقاومة، بل ويصل الأمر إلى الدعوة لإعدامهم. تحذيراته تشير إلى أن المؤسسات الإسرائيلية بدأت بالفعل في تنفيذ هذه السياسات بشكل صارم.
وفي الختام، يخلص ليفي إلى أن الكثير من الإسرائيليين يهتمون فقط بالأذى الذي يلحق ببلدهم، متجاهلين معاناة الآخرين، مما يعكس شعوراً عاطفياً يتجلى في الفخر بالإساءة، لأنه في نظرهم، هي مجرد سادية يبحثون عنها ويجدونها متاحة لهم.

تعليقات