ترمب يستبعد عباس كقائد لغزة ويهدد بالتدخل إذا لم تلتزم حماس بنزع سلاحها

تصريحات ترمب حول مستقبل القيادة الفلسطينية بعد الحرب

في مقابلة مع مجلة «تايم»، صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بأن عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقيادة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب تكاد تكون غير مرجحة، مشيرًا إلى الظروف الحالية التي تجعل من الصعب تصور عودته.

وفيما يتعلق بإمكانية الإفراج عن مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة «فتح» والمعتقل منذ أكثر من 22 عامًا، كجزء من أي تسوية محتملة بعد النزاع، أكد ترمب أنه سيفكر جيدًا في هذا الخيار قبل اتخاذ أي قرار نهائي.

على الرغم من تقديره للرئيس عباس، إلا أن ترمب أبدى شكوكه حول قدرة عباس على قيادة غزة، مشددًا على أهمية نزع سلاح حركة حماس، مضيفًا أنه مستعد للتدخل شخصيًا إذا لزم الأمر لتحقيق ذلك.

يُعتبر مروان البرغوثي، الذي يبلغ من العمر 66 عامًا والمحكوم عليه بخمس مدد مؤبدة، شخصية مركزية ومحورية في المشهد الفلسطيني، حيث يُعتقد أنه قادر على توحيد الصف الفلسطيني وفقاً للعديد من التقارير الإقليمية.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن البرغوثي يحظى بشعبية كبيرة، متفوقًا على عباس بفارق يصل إلى 35% في حال حدوث انتخابات رئاسية محتملة، مما يجعله الأقرب لتولي قيادة السلطة الفلسطينية. ويُعزى ذلك إلى قدرته على المزج بين المقاومة والتفاوض، وهو ما يُعتبر عنصرًا مهمًا لرأب الصدع بين حركتي «فتح» و«حماس».

الأفق السياسي للقيادة الفلسطينية

في ضوء التحولات العملياتية والسياسية، يبدو أن القيادة الفلسطينية تمر بلحظة حرجة. فالتحديات التي تواجه السلطة الفلسطينية تتطلب نهجًا جديدًا يتماشى مع تطلعات الشعب الفلسطيني. إذا نجح البرغوثي في الوصول إلى منصب القيادة، فإنه قد يتمكن من إعادة هيكلة العلاقة بين الفصائل الفلسطينية وخلق بيئة أكثر توافقًا وتحقيقًا لمصالح الشعب الفلسطيني.

بالنظر إلى الوضع الراهن، فإن ترمب لا يعتبر عباس الشخص المناسب للقيادة في غزة، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على السلطة الفلسطينية. عدم استقرار الأوضاع في المنطقة، ووجود حماس، والمعوقات السياسية الأخرى، كلها عوامل تلقي بظلالها على مستقبل السلطة الفلسطينية.

وفي ظل هذه الظروف، يتضح أن أي تحرك نحو السلام أو تسوية سياسية يتطلب مراجعة شاملة للأدوار القيادية الحالية وتشجيع القيادة التي تمتلك القدرة على تحقيق تطلعات الفلسطينيين. وبالتالي، فإن مستقبل الحكم الفلسطيني قد يتوقف على قدرة الفصائل وعزيمتها على العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.