انخفاض حاد في أسعار الوحدات السكنية بمجمع دار السلام وسط تحذيرات من انهيار وشيك للبنايات – عاجل

مشاكل مشروع دار السلام السكني في بغداد

في تحول مأساوي، أصبح مشروع مجمع دار السلام السكني على طريق مطار المثنى في بغداد مصدراً للقلق بدلاً من كونه حلماً سكنياً مريحاً. فقد خرج العشرات من المواطنين في تظاهرة احتجاجية أمام المجمع في 23 تشرين الأول 2025، مطالبين الحكومة بالتدخل العاجل لوقف ما أسموه “الانهيار التدريجي” في المباني والخدمات المتاحة.

أزمات البناء والخدمات

يمتاز هذا المجمع بكونه قد تأخر تسليم وحداته السكنية لمدة عامين، حيث كان من المقرر تسليمها في عام 2023، لكن إدارة المشروع تأخرت متذرعةً بضرورة إنهاء الأعمال. وتفاقمت المفاجآت حين اكتشف الساكنون أن الشقق التي بيعت بأسعار تتجاوز 250 ألف دولار لا تتوافق مع المواصفات المتفق عليها، حيث تم إلغاء تفاصيل إنشائية وتجميلية دون موافقة المالكين.

خلال الفترة الأخيرة، ظهرت تشققات في الجدران والأرضيات مع تسربات مائية في الأساسات، وزادت معاناة السكان بسبب الطفح المتكرر في شبكة الصرف الصحي. يشير السكان أيضاً إلى أن بعض الجدران تعاني من هبوط أرضي جزئي، بالإضافة إلى تحول المساحات الخضراء إلى مواقع للبناء العشوائي. وفي حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، قد يتعرض عدد من الأجنحة السكنية لخطر الانهيار.

أسفرت هذه القضايا عن انخفاض حاد في أسعار الوحدات السكنية بمجمع دار السلام، حيث تراجعت أسعار المتر السكني بنسبة تفوق 40% في غضون عام واحد. وأعرب وسطاء عقاريون عن أسفهم لعدم وجود أي حركة شراء جديدة منذ منتصف الصيف، بينما سارع بعض المالكين لبيع شققهم بأسعار أقل بكثير من تكلفتها الفعلية.

أيضاً، يشكو السكان من انقطاع المياه والكهرباء بشكل مستمر، إضافة إلى انتشار الكلاب الضالة وغياب فرق الصيانة. وفي الوقت الذي تفرض فيه إدارة المشروع رسوم خدمات مرتفعة، لا يشعر السكان بوجود أي تحسن في مستوى الخدمات. وعندما حاول البعض تقديم شكاوى، ووجهوا بالتجاهل، بل تعرضوا للتهديد بعدم تجديد بطاقات الدخول للمجمع.

تناقضت شكاوى السكان مع ما يدعونه من وجود شبهات فساد في عقود التنفيذ وتغييرات في التصاميم الأصلية دون علم الجهات الرقابية. يطالب سكان المجمع برئيس الوزراء ووزارة العمل والبلديات بفتح تحقيق شامل حول هذه القضية. في الوقت الحالي، يحذر السكان من أن الوضع قد يتحول إلى كارثة إنشائية حقيقية، داعين الجهات المختصة لتكليف لجان فنية لفحص الأبنية. بينهم من يشدد على أهمية معالجة التصدعات الملحوظة في الجدران، مما يجعلهم يعيشون في حالة من الخوف المستمر.

كان من المفترض أن يكون مشروع دار السلام نموذجاً للسكن العصري في بغداد، ولكنه بات يسلط الضوء على أزمات الرقابة على المشاريع الاستثمارية، حيث تظهر المعاناة اليومية للسكان وتأثيرها على ثقتهم بمشاريع الدولة.