تعيين الشيخ صالح الفوزان مفتيا عاما للمملكة
عيّنت المملكة العربية السعودية الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان مفتيا عاما للمملكة، وذلك عقب وفاة سلفه المتشدّد عبد العزيز بن عبد العزيز آل الشيخ الذي شغل المنصب لأكثر من عقدين. وجاء هذا القرار في أمر ملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية، حيث تم تكليف فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان أيضا برئاسة هيئة كبار العلماء ورئاسة الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير.
يُعتبر الفوزان من الشخصيات البارزة في المشهد الديني السعودي، وقد عُرف بدعمه للحكومة في مواقفه المختلفة. وقد أثار موقفه المتعلق بمعارضة تحديد الحد الأدنى لسن زواج الفتيات عند 18 عاماً جدلاً، كما أثارت تصريحاته بشأن الشيعة العديد من الانتقادات من منظمات حقوق الإنسان، حيث وصفهم بأنهم “إخوة الشيطان”.
تعيين عالم ديني جديد
تشهد المملكة في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في خطوات الانفتاح، كجزء من “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد الكلي على النفط. يشمل هذا الانفتاح تعزيز مجالات الترفيه والفنون، في محاولة لتغيير الصورة التقليدية التي ارتبطت بالمملكة على مر العقود.
أوضح خبير في الشؤون السعودية من جامعة بيرمنغهام أن تعيين الفوزان يأتي انطلاقاً من “السياسة الدينية الراسخة في السعودية، التي تعطي الأولوية لاختيار العالم الأكثر خبرة واحتراماً لتولي المنصب خلفاً للمفتي الراحل”. ويرى الخبير أن “التغييرات الكبيرة التي شهدتها إدارة الدولة السعودية في السنوات الماضية لا تؤثر بالضرورة على التسلسل الهرمي للمؤسسة الدينية، رغم أن هناك بعض التعديلات البطيئة في تركيبتها”.
بهذا، يستمر تاريخ المؤسسة الدينية في المملكة بتأثيره الكبير على القرارات السياسية والاجتماعية، مما يعكس تحديات الانفتاح ومحاولات الإصلاح التي تسعى إليها البلاد في زمن يتسم بالتغير السريع.

تعليقات