يستمر حقل مجنون النفطي في العراق في كونه أحد أكبر حقول النفط عالميًا، حيث يحتفظ باحتياطيات ضخمة، إلى جانب جهود وزارة النفط في البلاد لتطويره وزيادة إنتاجه. وفقًا للبيانات المحدثة حول حقول النفط والغاز العربية، فإن هذا الحقل العملاق، الذي يقع في محافظة البصرة، شهد تحسينات مستمرة على مدار السنوات العشر الماضية مما ساعد في زيادة إنتاجه بسرعة.
حقل مجنون النفطي
تشهد عمليات توسعة وتطوير في حقل مجنون، حيث تعاقدت الحكومة مع شركات عالمية، ومن أبرز هذه المشاريع افتتاح وزير النفط حيان عبدالغني في مايو/أيار 2023 لمشروعين هامين، هما مشروع حقن الماء التجريبي ومشروع محطة عزل الغاز الثانية. تتوقع وزارة النفط أن يزيد إنتاج الحقل بشكل كبير من خلال هذه المشاريع.
الحقل العملاق
أوضح الوزير أن قدرة مشروع حقن الماء التجريبي تصل إلى 80 ألف برميل يوميًا، حيث يتم استخدام مياه النهر في حقن الحقل، مما يعزز الإنتاج المؤقت لأربعة آبار رئيسية. وقد بدأ تطوير حقل مجنون النفطي في عام 1975 عندما اكتشفته شركة بتروبراس البرازيلية، وقد استمر التطوير لمدة خمس سنوات قبل أن يتوقف عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980.
بعد انتهاء النزاع، استؤنفت أنشطة تطوير الحقل، وبسبب إمكاناته الكبيرة، تعتبره الحكومة العراقية أملًا رئيسيًا في تعزيز الاقتصاد الوطني. في التسعينيات، حاولت شركة توتال إنرجي الفرنسية دخول السوق من جديد، ولكن تم إنهاء العقد بسبب الحظر المفروض على العراق. وقد شهدت عمليات الإنتاج تراجعًا حادًا خلال هذه الفترة نتيجة الغزو الأميركي في عام 2003، حيث انخفض الإنتاج إلى أدنى مستوياته.
استعادت شركة توتال عبر شراكتها مع شركة شيفرون الأميركية عمليات التنقيب في حقل مجنون في عام 2007، وأكدت الحكومة العراقية دعمها لجهود الاستكشاف. تتفاوت التقارير حول احتياطيات الحقل، حيث ذكرت وزارة النفط العراقية في وقت سابق أن الاحتياطات تصل إلى 38 مليار برميل، بينما قدمت شركة نفط البصرة تقديرات أقل في 2016.
مع تقدم الزمن، ارتفعت التقديرات لتصل إلى 58 مليار برميل من النفط الخام و38 تريليون قدم مكعبة من الغاز، حسب تصريحات المدير العام للحقل. بحلول أكتوبر 2013، بلغ الإنتاج نحو 175 ألف برميل يوميًا، ثم ارتفع إلى 260 ألف برميل يوميًا، حيث تهدف الحكومة إلى الوصول إلى إنتاج ما يقرب من 800 ألف برميل يوميًا في مراحل متقدمة.
بتاريخ 1 أبريل 2021، اقرت الحكومة العراقية ميزانية استثمارية تقدر بـ1.15 مليار دولار لزيادة الإنتاج. تتوزع الاستثمارات بين عدة شركات، منها شركة شل العالمية وشركة بتروناس، حيث حصلت على حق الاستثمار في جولة التراخيص عام 2010. تسعى الخطط الأخيرة لرفع الإنتاج إلى مليون برميل يوميًا عبر تنفيذ عدة مشاريع تتضمن حفر 170 بئرًا جديدة، مما يضمن تحقيق الهدف المنشود لمستقبل حقل مجنون النفطي.

تعليقات