اختلاف الطباع والعادات كسبب للخلافات الأسرية
أوضحت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أن تنوع الطباع وتغير العادات بين الأفراد يمثلان سببين أساسيين للاختلافات التي قد تنشأ بين أعضاء الأسرة الواحدة. فمن الممكن أن يسيء أحد الزوجين إلى الآخر أو إلى أحد الأبناء معتقدًا أنه يحسن التصرف، مما يؤدي إلى شقاق وتوتر داخل الأسرة. ويمكن تفادي هذه المشكلات من خلال فهم سلوكيات الآخرين ومعرفة ما هو مقبول وما هو مرفوض، ويأتي ذلك من خلال التعليم والتأهيل وانتهاج القيم الأخلاقية والتربية الصحيحة.
التنوع السلوكي وتأثيره على الأسر
في سياق متصل، أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإسلام يعزز مبدأ الوحدة بين المسلمين ويعتبره من أسس الدين وغاياته السامية. وأشار إلى أهمية الفتوى كوسيلة لتعزيز هذه الوحدة من خلال خطاب يركز على جمع الكلمة وتسنيد قيم الرحمة والتعاون بين أفراد المجتمع. الإسلام ينظر إلى المسلمين كأمة واحدة، معلنًا أن قيم التوحيد تؤسس لجامع يجمع بينهم، حيث تتوحد عباداتهم في أوقات ومظاهر تدل على التآلف والإيمان.
كما أشار إلى أن وحدة الأمة تبرز من خلال تماسكها، وأن شعائر مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج تؤكد أن الإسلام قد رسم مشروعًا متكاملًا لبناء أمة واحدة قادرة على الصمود في وجه التحديات. نبّه إلى أن الخلاف والفرقة تؤديان إلى الضعف والانقسام، وقد جاءت نصوص القرآن لتبيّن أهمية التمسك بحبل الله وتجنب التنازع، حيث قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا”، وكذلك قوله تعالى: “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.”
كذلك أكد فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الوحدة ونبذ القتال والاختلاف، مشبهًا المؤمنين في ترابطهم وتعاطفهم بجسد واحد، حيث يشعر الجميع بالألم إذا تألم أحد أعضائه، مستشهدًا بالحديث الشريف: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

تعليقات