تعيين مفتي جديد للسعودية: مرحلة جديدة في الفتوى والقيادة الدينية

تعيين الشيخ صالح الفوزان مفتيًا عام للمملكة العربية السعودية

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم الأربعاء، أمرًا ملكيًا يعين بموجبه الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في منصب المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وذلك بمرتبة وزير. جاء هذا القرار بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، ونظام الوزراء، بالإضافة إلى مجموعة من الأوامر الملكية السابقة. وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قد أشار إلى هذا الترشيح. وقد نشرت وكالة الأنباء السعودية نص الأمر الملكي الذي ينص على تعيين الشيخ صالح الفوزان في هذه المناصب المهمة، مؤكدًا على أهمية تفعيل القرار من قِبَل الجهات ذات الصلة.

مفتي عام المملكة بعد وفاة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

يأتي تعيين الشيخ صالح الفوزان في منصب المفتي العام للسعودية خلفًا للشيخ الراحل عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، الذي توفي في سبتمبر الماضي، بعد مسيرة حافلة في مجال العلم الشرعي والإفتاء. وقد نعت الأوساط الرسمية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مشيدةً بإسهاماته الكبيرة في الفتوى والعمل الدعوي طوال حياته. الشيخ صالح الفوزان، الذي يعد من أبرز علماء المملكة، لديه خبرة واسعة في مجال الفقه والدعوة، مما يجعله مؤهلًا تمامًا لهذا المنصب.

وُلِد الشيخ صالح الفوزان في 28 سبتمبر 1935م بمدينة الشماسية في منطقة القصيم. نشأ في أسرة دينية وتلقى تعليمه في بداية حياته على يد إمام المسجد المحلي. بعد تخرجه من كلية الشريعة في الرياض، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن. شغل العديد من المناصب الأكاديمية، وكان عضوًا في هيئة كبار العلماء ولجنة البحوث العلمية والإفتاء في المملكة.

ألف الشيخ الفوزان عدة كتب هامة ومؤلفات في مجالات العقيدة والفقه، منها “الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد” و”شرح العقيدة الواسطية”، كما له مجموعة من المحاضرات والفتاوى الفكرية المتنوعة. تتميز فتاواه بالدقة والاعتماد على المنهج السليم، مما يجعله واحدًا من أبرز المراجع الإسلامية في المملكة.

مع تعيينه في منصب المفتي العام، يُتوقع أن يقود الشيخ صالح الفوزان مسيرة الإفتاء في المملكة العربية السعودية إلى مستويات جديدة، مستندًا إلى خلفيته العلمية العميقة وتجربته الواسعة في مجال الفقه والدعوة. تبرز مكانته كأحد الرموز البارزة في قطاع العلم الشرعي، حيث يساهم في صياغة الفتاوى وتوجيه المجتمع.