التنافسية المدرسية في التعليم
أُقيم الملتقى الوطني للتميز المدرسي (تميز 2025) بنسخته الثانية، الذي نظمته هيئة تقويم التعليم، ليعلن عن بداية عهد جديد من التنافسية المدرسية الذكية. وقد جعل الملتقى من مؤشرات الجودة ونتائج التقويم محركاً رئيسياً لجذب الاستثمارات في مجال التعليم. وامتد نطاق التقويم ليشمل 26 ألف مدرسة وتحليل بيانات 1.3 مليون طالب في اختبارات (نافس)، وهو ما أسهم في إصلاح بيئة التعليم وتطوير خططه. وبالتالي، أصبحت كل مدرسة تُبرز على منصة تميز بمثابة فرصة استثمارية جاذبة لمشاريع تطويرية ضمن بيئة تعليمية متميزة، حيث تقدم الإدارة الاحترافية قصص نجاح ملهمة عبر تبنّي الممارسات التعليمية المتقدمة التي تعزز نتائج التعلم ومخرجات التعليم، مما يعكس بوضوح نضوج المنظومة التعليمية في المملكة.
التفوق المدرسي والنجاح الوطني
شهد الملتقى تكريم 760 مدرسة متميزة من الحكومة والأهلية والدولية وفق نتائج البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي. وقد حققت إدارة تعليم منطقة جازان المركز الأول على مستوى المدارس الحكومية. وتمثل هذا الملتقى محطة بارزة في مسيرة التحول نحو جودة التعليم وتعظيم أثره في مسيرة النمو والازدهار من خلال تعزيز التنافسية الإيجابية في المؤسسات التعليمية. إن هذا التطور النوعي يعكس وعياً جديداً حيث تحول التعليم من كونه قطاعاً خدمياً يستنزف الكثير من الموارد إلى كونه رافداً اقتصادياً يسهم في تنويع الدخل وتوليد فرص العمل واستقطاب المستثمرين نحو مشاريعه.
هذا التحول النوعي ينعكس في التعاطي مع الفكر التعليمي المعاصر، ويعزز من تكامل العمل التعليمي مع مسارات التنمية. حيث أصبح التقويم طريقاً تطويرياً يعزز المنافسة بين المدارس ويؤسس لمفهوم العدالة التعليمية ويعظم من أثر جودة المخرجات. هذا التحول يضعنا أمام معادلة جديدة تستند إلى جودة تقاس بالبيانات، وتنافسية تحفز على الاستثمار، وتنمية تبنى على المعرفة. إنه ليس مجرد أرقام أو هدف نهائي، بل هو رحلة نحو التميز وصناعة الإبداع.
في الختام، نشيد بالمدارس التي حققت الفوز في هذا الملتقى، ونتمنى لها المزيد من التألق والنجاح بما يخدم التعليم في المملكة ويعزز من مكانته في مسيرة التقدم.
تعليقات