تلعب مصر وقطر إلى جانب تركيا دوراً أساسياً في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 بين إسرائيل وحركة حماس، التي تعتبرها ألمانيا والولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية. وقد وقع زعماء هذه الدول في شرم الشيخ بمصر على خطة السلام المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي وافقت عليها حماس، والتي تهدف إلى ترسيخ الهدنة في غزة وإنهاء النزاع وإحلال السلام. إذا ما سارت الأمور بشكل إيجابي، فإن مصير قطاع غزة وسكانه، البالغ عددهم أكثر من 2 مليون نسمة، سيكون معتمدًا على الجهود المبذولة من هذه البلدان.
مصر تعزز مكانتها الدبلوماسية
برزت مصر كطرف محوري في مفاوضات السلام بشأن غزة، حيث بدأت تظهر قوتها الاستراتيجية. ووفقًا لتيموثي كالداس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، فإن دور مصر كوسيط رئيسي لتحقيق وقف إطلاق النار قد أعاد تأكيد أهميتها لشركائها الدوليين. تُشير إسرائيل إلى أنها تنفذ عمليات لمكافحة حماس ولا تعترف بالاتهامات الموجهة إليها بشأن ارتكاب إبادة جماعية. يُتوقع أن تسعى مصر إلى استدامة الزخم وتحقيق وزن دبلوماسي في المنطقة، وهو ما قد يزيد من فرص الحصول على المساعدات الأجنبية.
أدى الدور المصري إلى دفع التمويل والمساعدات، حيث وقعت الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2024 على مشروع بقيمة 29 مليار يورو في شبه جزيرة رأس الحكمة. كما تعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم 7.4 مليار يورو لمصر. يعتبر كالداس أن التخلي عن مناقشات تهجير السكان قسراً من غزة إلى مصر والأردن يُعدّ انتصاراً دبلوماسياً لأجهزة الحكومة المصرية.
آفاق إعادة الإعمار في غزة
تسعى مصر للعب دور مؤثر في إعادة إعمار غزة بفضل قدراتها الإنشائية. وفق تقديرات سريعة للمنظمات الدولية، تحتاج غزة إلى 59.8 مليار يورو للتعافي، مع حاجة لـ 18.8 مليار يورو في السنوات الثلاث الأولى. ومع ذلك، فإن السلطات المصرية ترغب في توخي الحذر في تصوير جهودها كدعم للشعب الفلسطيني بدلاً من أن تُوصَف بأنها مجرد وكيل لإسرائيل.
في سياق آخر، تلعب قطر دوراً مهماً كوسيط في هذه العملية، حيث تعكف على ضمان استدامة وقف إطلاق النار بما يمكنها من الحفاظ على موقفها كوسيط ضروري في المحادثات السياسية. إن علاقات قطر الوثيقة مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، تسهل من دورها.
تشير التقارير إلى أن السعودية والإمارات حذرتا البيت الأبيض من عدم استدامة العملية بمجرد استمرار حماس في احتفاظها بالأسلحة. بينما تجنبت الإمارات الظهور كوسيط مباشر، تسعى إلى دعم الخطط المستقبلية للسلام بشكل أساسي. كما تُظهر المملكة العربية السعودية رغبتها في تحقيق الاستقرار في المنطقة دون أن تتورط بشكل مباشر في النزاع.
تعليقات