سجن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي
قضى نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، ليلته الأولى في سجن “لا سانتيه” في باريس، حيث عانى من التعليقات الساخرة من زملائه السجناء الذين أطلقوا عليه أسماء مضحكة بسبب قصر قامته. ويعاني ساركوزي من العزلة في زنزانته الخاصة بعد الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التآمر لقبول أموال من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية عام 2007. وقد أكدت التقارير أن هذه الليلة كانت “مرعبة” بالنسبة له، حيث تصاعدت التهديدات من بعض السجناء الذين صوروا أنفسهم وهم يتحدثون إليه.
الإقامة في الزنزانة
تم تأمين ساركوزي داخل السجن تحت حراسة مشددة، حيث قوبل بصيحات شتيمة من سجناء آخرين. وقد أُفيد بأن حراس السجن سمعوا تلك الهتافات أيضاً. تتواجد قوات الشرطة بشكل دائم بجانب ساركوزي لضمان سلامته، كما أكد وزير الداخلية الفرنسي بأن هذه الخطوة تأتي في إطار مسئولية الحكومة عن حماية الشخصيات المهمة. ومن جهة أخرى، عبر إريك سيوتي، رئيس حزب الجمهوريين، عن قلقه فيما يتعلق بالتهديدات التي تعرض لها ساركوزي داخل السجن، مؤكدًا ضرورة ضمان سلامته النفسية والجسدية. وحسب ما نقلته وسائل الإعلام، تحدثت كارلا بروني، زوجته، معه عبر الهاتف، حيث أشار محاموه إلى أن ليلته الأولى كانت مليئة بالقلق.
يتوقع أن تستمر فترة احتجاز ساركوزي لأسابيع أو حتى أشهر بينما ينظر في طلبات الإفراج المشروط المقدمة من قبل محاميه. ويعيش ساركوزي في زنزانة بمساحة 11 مترًا مربعًا مع أنشطة محدودة حيث يتمتع بوسائل بسيطة مثل مكتب وسرير ودش، إلى جانب إمكانية الطهي ومشاهدة التلفزيون. يسمح له أيضًا بزيارة عائلته ثلاث مرات في الأسبوع من مدخل خاص لتفادي أي احتكاك مع سجناء آخرين.
سجن “لا سانتيه” هو واحد من السجون الشهيرة في باريس، ويمتاز بتاريخه الطويل الذي يعود إلى عام 1867، حيث يعتبر آخر سجن موجود داخل أسوار المدينة. يهدف النظام الانفرادي الذي يعيشه ساركوزي إلى حماية حياته، بينما يستمر الاستئناف في محاكمته حتى عام 2026. في وقت يشهد فيه السجن على فصول جديدة من حياة ساركوزي، تتبقى الكثير من التساؤلات حول مستقبله وظروف احتجازه.

تعليقات