نمو رقمي متسارع في المملكة بسبب فوائد الذكاء الاصطناعي
أصدرت “كيندريل”، الشركة الرائدة في تقديم خدمات التكنولوجيا المؤسسية، تقريرها السنوي الثاني عن جاهزية المؤسسات الرقمية، حيث استند إلى آراء 3700 من كبار القادة في 21 دولة. وبيّن التقرير نقطة تحولية تجمع بين الديناميكية والاحتراز؛ حيث تحقق الشركات في المملكة العربية السعودية عوائد متزايدة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، في ظل ضغوط متزايدة لتحديث البنية التحتية، وتعزيز الابتكار، وتطوير المهارات البشرية، بالإضافة إلى إدارة المخاطر في بيئة تنظيمية معقدة.
فرص متزايدة في عالم الذكاء الاصطناعيأكد بيتر بيل، نائب الرئيس الأول والمدير التنفيذي لكيندريل في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن التقرير يعكس التقدم الملحوظ الذي تحرزه المملكة العربية السعودية، حيث يحقق القادة نتائج ملموسة من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال هناك فرص مهمة قائمة لتحديث الأنظمة الحالية وتطوير المهارات، وضبط السياسات بما يتناسب مع البيئة التنظيمية المتغيرة بسرعة. وأضاف أن رؤية السعودية 2030 تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز التحول الرقمي، من خلال الدعوة إلى بناء بنية تحتية رقمية متينة وآمنة، وتطوير القدرات البشرية وفقًا للمعايير العالمية. في هذه المرحلة، تبرز أولويات تسريع الانتقال من خطوات التبني المحدودة إلى الابتكار الشامل، وتعزيز الأمان السيبراني، وتمكين الكوادر الوطنية، مما يضمن أن يصبح الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي المستدام.
وأشار التقرير إلى وجود فجوة بين الثقة والجاهزية رغم التقدم الملحوظ، حيث يواجه القادة صعوبات في إثبات العائد على الاستثمار وتوسيع نطاق الابتكار. فقد أبلغت 63% من المؤسسات في السعودية عن ضغوط أكبر لإثبات عوائد استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. كما أفادت 57% أن الابتكارات غالبًا ما تتوقف عند مرحلة إثبات المفهوم، بينما تعتبر 53% أن هناك تحديات بنيوية في التكنولوجيا الحالية. ورغم اهتمام المؤسسات السعودية بالابتكار، يؤكد 94% من القادة أنهم يواجهون صعوبات في مواكبة التقدم التكنولوجي السريع.
علاوة على ذلك، يتوقع 91% من المشاركين في الدراسة أن يحدث الذكاء الاصطناعي تحولات جذرية في طبيعة الوظائف خلال العام المقبل، ولكن هناك مخاوف بشأن فجوات المهارات؛ حيث يشعر 31% بقلق بشأن تطوير مهارات الموظفين الذين تم استبدال وظائفهم بسبب التقنيات الجديدة. كما أبدى 35% منهم مخاوف من نقص المهارات الأساسية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد التقرير بأن 76% من المؤسسات تعرضت لهجمات سيبرانية في العام الماضي، مما جعل تعزيز المرونة السيبرانية أولوية عالية. ومع ذلك، تطبق 39% فقط تدابير فعالة للأمان السيبراني، بينما تسعى 33% من المؤسسات لتحديث بنيةها التحتية التقنية للتقليل من المخاطر وتعزيز فرص التصدي للهجمات.
في مجال السياسات والامتثال، تُعتبر اللوائح التنظيمية نقطة حاسمة في قرارات الاستثمار، حيث ترى 29% من الشركات أنها تعيق تسريع الابتكار. كما أعرب 67% من القادة عن قلقهم بشأن المخاطر المرتبطة بتخزين البيانات في بيئات سحابية عالمية، مما دفع 70% منهم لتعديل استراتيجياتهم السحابية.
ختامًا، يشير التقرير إلى أن الشركات السعودية تسير بثبات نحو تحقيق نضوج رقمي متقدم، مستفيدة من رؤية وطنية طموحة واستثمارات متزايدة في الذكاء الاصطناعي، رغم التحديات القائمة في البنية التحتية والمهارات والسياسات التنظيمية.

تعليقات