سهم أرامكو السعودية يسجل قفزة 4% محققاً أكبر مكاسبه اليومية خلال عامين

البنك الدولي: ضرورة تحويل تحديات المناخ والتكنولوجيا إلى فرص لدول المنطقة

أكد البنك الدولي أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه مجموعة من التحديات العميقة تتطلب إصلاحات عاجلة لتحويل هذه التحديات، مثل الشيخوخة والتغير المناخي والتحول التكنولوجي، إلى فرص حقيقية تضمن نمواً مستداماً للأجيال القادمة. وأشاد البنك بالتوجهات الإصلاحية المنسقة التي قامت بها المملكة العربية السعودية ضمن إطار “رؤية 2030″، والتي ساهمت في زيادة نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة من 17% في عام 2016 إلى أكثر من 35% بحلول عام 2024.

وفي حديثها مع “الشرق الأوسط”، وضحت المديرة الإقليمية للتنمية البشرية في البنك الدولي، فاديا سعدة، رؤية البنك للإصلاحات الحيوية وأهمية استغلال دول مجلس التعاون الخليجي للاستثمارات الكبيرة في رأس المال البشري من أجل سد الفجوات وتعزيز الشمولية الاقتصادية.

تطوير المهارات البشرية

ذكرت فاديا سعدة أن دول مجلس التعاون، بما فيها السعودية، تعمل على تعزيز الاستفادة من العمالة الوافدة من خلال إصلاح سياسات سوق العمل، من أجل تحقيق توازن فعّال بين سد فجوات المهارات وتحفيز النمو الاقتصادي. وتعكف هذه الدول على الاستثمار في التعليم وتنمية المهارات، وتقديم حوافز لدعم مشاركة المواطنين في القطاع الخاص.

كما أشارت إلى أن المملكة قامت بإجراء إصلاحات شاملة لتحسين نظام الكفالة، مما أسهم في تعزيز حرية حركة العمالة الوافدة وتحسين شروط العمل. وقد أطلقت المملكة برامج سعودة مثل “نطاقات” التي تحدد نسباً لتوظيف المواطنين في القطاع الخاص. وأكدت سعدة أن هذه الإجراءات، مع برامج الدعم المالي والتدريب والسياسات التي تهدف إلى تمكين المرأة، لعبت دوراً مهماً في زيادة مشاركة المواطنين، خصوصاً النساء.

وفي سياق “رؤية 2030” ومبادرات الحكومة الرقمية، لفتت فاديا سعدة إلى تركيز السعودية على الخدمات الرقمية واتخاذ القرارات المبنية على البيانات، مع أهمية تمكين النساء والشباب كجزء أساسي من التحول الرقمي. كما أن رأس المال البشري في المنطقة قد شهد تحسناً، لكن لا يزال هناك إمكانيات كبيرة لتحقيق نمو اقتصادي شامل.

رغم التقدم في مختلف المجالات، تواصل الشيخوخة وأنماط الحياة غير الصحية الضغط على أنظمة التقاعد والرعاية الصحية. وفي ظل التحديات المناخية والتحولات التكنولوجية، توجد فرص لتعزيز المهارات الخضراء والاستعداد الرقمي، مما يتيح آفاق جديدة للنمو المستدام.

وفي تقريره الأخير، حذر البنك الدولي من الانخفاض المستمر في الاستثمارات في التنمية البشرية وأثره السلبي المحتمل على الأداء الاقتصادي. حث التقرير الحكومات على معالجة فجوات الحوكمة وضمان التمويل المستدام للتنمية البشرية.

أكدت فاديا سعدة أن الاستمرار في الاستثمار في سياسات تنمية بشرية مناسبة وشاملة يتطلب التركيز على تعزيز رأس المال البشري ودعم الإصلاحات المؤسسية، وتبني استراتيجيات تأخذ في الاعتبار خصوصية كل دولة.