كنف يعرض نموذج حماية الطفل من الشارقة في الرباط

الشارقة 24:

ساهم مركز “كَنَف” في الشارقة في مجموعة من الاجتماعات وورش العمل التي عقدت في الرباط بالمغرب، بدعوة من المرصد الوطني لحقوق الطفل، حيث تم مناقشة كيفية تنسيق نموذج المركز المتكامل مع الأنظمة المغربية، استعدادًا لإطلاق شراكة مؤسسية لنقل الخبرات وممارسات رعاية الأطفال الذين يتعرضون للإساءة.

تعزيز النظام العربي لحماية الطفل

وقد أكدت سعادة هنادي صالح اليافعي، المديرة العامة لمؤسسة سلامة الطفل ورئيسة اللجنة العليا لإدارة المركز، أن زيارة الوفد تهدف إلى تعزيز نظام عربي متكامل لحماية الطفل يعتمد على التعاون المؤسسي وتحقيق العدالة. وشددت على أن الزيارة تجسد الإيمان بأن حماية الطفل مسؤولية جماعية.

النموذج العربي في رعاية الأطفال

وأوضحت أن “كَنَف” هو أول نموذج عربي يطبق النظام الشامل للرعاية وفق أفضل الممارسات العالمية، ويعكس توجه الإمارات نحو سياسة متكاملة موحدة تعلي مصلحة الطفل.

من جانبها، أكدت البروفيسورة غزلان بنجلون، النائبة رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، على أهمية استضافة المركز في إطار التعاون القائم. واعتبرت الزيارة فرصة لتعزيز المشاريع والبرامج المتعلقة برعاية الأطفال، ولا سيما في مرحلة الطفولة المبكرة.

كما أن اللقاءات كانت لتعزيز تبادل الخبرات ومناقشة سبل إقامة شراكات مستقبلية تعود بالنفع على الطرفين وتساهم في تعزيز الجهود المشتركة لحماية الأطفال.

تجربة شاملة في مركز واحد

خلال الاجتماعات التي استمرت يومين، قدم فريق “كَنَف” عرضًا متكاملاً لتجربة الشارقة في إنشاء مركز موحد يجمع جميع الجهات المسؤولة عن حماية الطفل تحت سقف واحد، من خلال التنسيق في مجالات التنفيذ القانوني والرعاية الصحية والاجتماعية.

أقيمت أيضا جلسة تدريبية حول “المهارات السقراطية في التعامل مع ضحايا العنف من الأطفال”، التي تناولت طرق التواصل وتحسين التفاعل مع الأطفال خلال المقابلات.

كما تم استعراض البنية التحتية للمركز وكيفية توحيد الإجراءات بحيث توفر بيئة آمنة للأطفال لإجراء المقابلات والتحقيقات الطبية والنفسية دون الحاجة إلى التنقل المتكرر.

وأشار الوفد إلى أن هذا النموذج ساهم في تقليل العوائق الاجتماعية والثقافية التي تعيق وصول الأطفال إلى الخدمات المطلوبة، مما عزز من جودة الأدلة القانونية وسرَّع من تحقيق العدالة.

تعميم التجارب الناجحة

بناءً على هذه التجربة، ناقش الجانبان كيفية مواءمة النموذج مع النظام الوطني المغربي وإمكانية إقامة مركز تجريبي متكامل مع وضع مؤشرات أداء لتقييم حالاته.

كما تم تناول سبل بناء القدرات المهنية للعاملين في مجال حماية الطفل من خلال دورات تدريبية معتمدة على أفضل المعايير الدولية، لمختلف الفئات المعنية. وتم الاتفاق على إجراء دراسات مقارنة لتقييم أثر النماذج المتكاملة على المؤشرات الوطنية.

النموذج الأول من نوعه في العالم العربي

تأسس مركز “كَنَف” في الشارقة عام 2021 بمبادرة من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ليكون أول نموذج عربي يجمع بين وسائل حماية الطفل في منشأة واحدة.

يقدم المركز خدمات قانونية وطبية ونفسية واجتماعية في بيئة تلبي احتياجات الأطفال، مما يسهل التنسيق بين الجهات المعنية ويعزز من فعالية العمل بحسب بروتوكولات موحدة، مساهماً في تصحيح المفاهيم والسلوكيات الضارة بالأطفال، ويعتبر اليوم مرجعاً عربياً في تطوير النماذج المؤسسية المتعددة التي تضع مصلحة الطفل في صميم السياسات العامة.