الجهود الإيرانية في لبنان
علمت “ليبانون ديبايت” من مصادر دبلوماسية عربية وإيرانية أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، قد ناقش خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية في منتصف أيلول الماضي، الملف اللبناني وخاصة دور حزب الله. وأشار لاريجاني إلى ضرورة العمل معاً لتخفيف حدة التوتر السياسي في لبنان، والمساعدة في تحقيق نوع من الاستقرار بعد الصراع الذي استمر 66 يوماً الذي شنته إسرائيل على لبنان. كما أعرب عن استعداده للتواصل مع حزب الله بشأن تحقيق هذه التهدئة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع السعودية، وهو ما لم يعارضه بن سلمان دون أن يذكر الحزب بشكل مباشر.
الانفتاح الإيراني
في المقابل، أكدت مصادر أخرى أن الاهتمام الإيراني حالياً يتركز على خلق بيئة من “عدم العداء” بين المملكة العربية السعودية وشيعة لبنان، وهو الأمر الذي حرص لاريجاني على إيصاله للمسؤولين السعوديين خلال زيارته. وبعد ما تم وصفه بـ”النتائج المثمرة لزيارة لاريجاني”، انتقل إلى بيروت في 27 أيلول الماضي على رأس وفد إيراني رسمي للمشاركة في ذكرى الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. وخلال هذه الزيارة، ناقش لاريجاني نتائج لقائه في الرياض مع الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، مشدداً على أهمية الاستمرار في سياسة الانفتاح تجاه المملكة.
وفي الوقت نفسه، كان الشيخ نعيم قاسم قد دعا المملكة العربية السعودية في 19 أيلول الماضي، إلى مصالحة جديدة مع حزب الله عبر الحوار ومعالجة القضايا التاريخية بين الطرفين لتعزيز المصالح المتبادلة. وقد أشار مصدر آخر إلى أن سياسة الانفتاح الإيرانية بدأت قبل زيارة لاريجاني، حيث تم إبلاغ قيادة حزب الله بما سيتطرق إليه لاريجاني في الرياض، مما يعكس تحضيرًا مسبقًا لمثل هذه المبادرات.
وفقاً للمصادر، فإن لاريجاني عند عودته من الرياض نقل بشكل مباشر أجواء اللقاء إلى قيادة حزب الله، مما أثر لاحقاً في الموقف الإيجابي الذي عبر عنه الحزب على لسان أمينه العام. وفي زيارته لبيروت، أبدى لاريجاني ترحيبه بمبادرة حزب الله للحوار مع السعودية، معتبراً المملكة “دولة صديقة”. ومع ذلك، فلا تزال هذه الانفتاحات غير مترجمة إلى خطوات عملية.
حتى الآن، لم يتم تسجيل أي تواصل مباشر بين الحزب والسعودية، مع توقعات بأن أي تحركات من هذا النوع ستتم بعيداً عن الأضواء تحت إشراف إيراني دقيق. وفي ظل ذلك، لوحظ أن السفير السعودي في بيروت لم يتطرق في تصريحاته الأخيرة إلى حزب الله، وفضل عدم التعليق على مواقف قيادته، مما يشير إلى أن هذا الملف ليس من ضمن أولوياته. بالمقابل، طلب حزب الله من الإعلاميين والمقربين منه تجنب أي موقف سلبي تجاه العلاقة مع السعودية، مما يدل على رغبة في تهدئة الأجواء مع المملكة. ومع ذلك، نشبت جهود سعودية وعربية لتطويق الحزب داخلياً، وخاصة قبل الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يسعى البعض للتقليل من نفوذ “الثنائي الشيعي”.
تعليقات