في إطار سعيها المتواصل لتعزيز سلامة المجتمع، قامت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية بالتأكيد على خطورة ترك الأطفال دون العاشرة بمفردهم داخل السيارات دون وجود ناظر بالغ. وحذرت الإدارة أن هذا التصرف يُعد من المخالفات المرورية التي تستوجب العقوبة المالية التي قد تصل إلى 500 ريال سعودي. جاء هذا التحذير نتيجة تزايد الحوادث المؤلمة التي تعرض لها أطفال بسبب الإهمال، مثل الاختناق أو التعرض للحرارة العالية، أو حتى حركة المركبة بشكل غير متوقع في غياب السائق، وهو ما تم الكشف عنه رسميًا من الجهات المعنية.
المسؤولية تقع على السائق
لم يكن هذا التنبيه عشوائيًا، بل يهدف إلى تذكير الجميع بأن الواجبات على الطرق تشمل أيضًا حماية الأرواح الموجودة داخل المركبة. حيث أن ترك طفل صغير بمفرده، حتى لو لبضع دقائق، قد يتسبب في تحويل اللحظة العادية إلى مأساة. الأطفال أقل من عشر سنوات ليس لديهم القدرة على التعرف على المخاطر أو التعامل مع الطوارئ مثل ارتفاع الحرارة أو حدوث مشاكل أخرى داخل السيارة، لذا تركهم دون رعاية يعد تصرفًا غير مسؤول.
مخاطر ارتفاع الحرارة داخل السيارة
أحد المخاطر الرئيسية التي حذر منها الخبراء هو الاختناق الحراري في السيارات المغلقة، خاصة في المناطق الحارة، حيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة داخل السيارة في غضون دقائق معدودة إلى مستويات خطيرة. تشير الدراسات إلى أن الحرارة قد تتجاوز 60 درجة مئوية خلال الصيف، مما قد يؤدي إلى جفاف الطفل وفقدان الوعي بسرعة. الأطفال لا يستطيعون تحمل الارتفاع السريع في درجات الحرارة، مما يسبب لهم أضرارًا جسيمة في فترة زمنية قصيرة.
يتعرض الأطفال للخطر حتى داخل المركبات المظللة، حيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة بمرور الوقت، مما يجعل أي تهاون في هذا الأمر إهمالًا فادحًا.
الهدف من الغرامة هو الردع
الغرامة المقدرة بـ 500 ريال ليست مجرد إجراء مالي، بل تأتي كوسيلة للردع والتوعية. فالقانون هدفه الأساس هو حماية الأرواح وضمان السلامة. عندما يدرك السائق أن ترك الطفل داخل السيارة قد يُعرضه لمخالفة، سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على هذا التصرف. الإدارة تواصل مراقبة السلوكيات على الطرق، سواء من خلال التكنولوجيا المتاحة أو من خلال البلاغات التي يقدمها المواطنون عبر تطبيق “كلنا أمن”، مما يسهم في تعزيز السلامة العامة ومنع التصرفات الخطرة.
تعليقات