التعليم: خطوة نحو التميز والإبداع

التعليم في السعودية: مسيرة نحو التميز والجودة

تستمر منظومة التعليم في المملكة العربية السعودية في خطواتها الطموحة لتحقيق التميز والجودة، مستندة إلى رؤية وطنية ملهمة تضع التعليم كعنصر أساسي في تنمية الإنسان والاقتصاد معًا. ومع مع مرور السنوات، تؤكد المملكة أن بناء المستقبل يبدأ من قاعات الدرس، مع إدراك قوي بأن جودة التعليم هي أساس ازدهار الوطن واستمرارية تطوره.

التفوق الأكاديمي كهدف استراتيجي

تجلّى هذا التوجه الوطني من خلال الملتقى الوطني للتميّز المدرسي 2025، الذي نظمته هيئة تقويم التعليم والتدريب، حيث تم تكريم 760 مدرسة متميزة على مستوى المملكة، بزيادة تقدر بـ 18% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس انتشار ثقافة التقويم المستمر والتحسين في المدارس. هذا الإنجاز هو نتيجة لعمل مؤسسي تنظيمي تدعمه هيئة تقويم التعليم والتدريب بالشراكة مع وزارة التعليم وغيرها من الجهات المعنية. وقد تم تنفيذ برنامج تقييم شامل شمل أكثر من 2,200 مدينة وقرية في المملكة، مما يجعله خطوة غير مسبوقة في تاريخ التعليم الوطني.

يعتبر البرنامج نموذجًا رائدًا في بناء نظام تعليمي يعتمد على الجودة والشفافية والمساءلة، وذلك من خلال معايير دولية وأسس علمية دقيقة تهدف إلى تحسين الأداء التعليمي بشكل مستمر. وقد أكد الدكتور خالد السبتي، رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب، خلال كلمته في الملتقى أن التميز ليس هدفًا نهائيًا، بل هو رحلة مستمرة نحو تحسين نوعية التعليم وتجويد مخرجاته بما يتوافق مع طموحات الوطن.

تشير النتائج إلى ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الأداء على صعيد المدارس السعودية في مجالات المهارات الأساسية وجودة البيئة التعليمية وتكامل القيادة المدرسية. ويعكس هذا التحسن تعزيز تنافسية التعليم السعودي في المحافل الدولية، خصوصًا بعد أن وثقت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) التجربة السعودية في إدارة الجودة المدرسية كنموذج يُستفاد منه في أكثر من 40 دولة حول العالم.

يمتد أثر هذه الجهود إلى تطوير المناهج وتحسين كفاءة الكوادر التعليمية، بالإضافة إلى تعزيز أدوات التقويم والقياس مثل اختبارات نافس التي تعتبر إحدى الأدوات الأساسية لتقييم الأداء المدرسي على المستوى الوطني، حيث ساعدت المسؤولين في تحديد نقاط القوة وفرص التحسين داخل المدارس.

التعاون بين هيئة تقويم التعليم والتدريب ووزارة التعليم والمدارس في مختلف المناطق ليس مجرد تنسيق إدارية، بل هو شراكة وطنية تهدف إلى تعزيز مكانة التعليم السعودي ليكون في طليعة الأنظمة التعليمية عالميًا. يظهر ذلك في توسيع برامج الاعتماد الأكاديمي والتقويم المؤسسي، بالإضافة إلى إصدار تقارير شفافة حول أداء المدارس مما يعزز الثقة في جودة التعليم الحكومي والخاص على حد سواء.

إن التحول النوعي الذي تشهده المملكة في مجال التعليم ليس حدثًا عابرًا، بل هو مسار إصلاحي طويل تقوده قيادة تؤمن بأن الإنسان هو محور التنمية وغايته. ومع كل مدرسة تُكرم وكل معلم يُحفّز، تتجدد رؤية المملكة 2030، لتصبح التميز ثقافة وطنية عميقة الجذور. تؤكد منظومة التعليم في المملكة أن الاستثمار في الإنسان هو الأجدر، وأن جودة التعليم ليست مجرد خيار بل هي هوية وطنية تعكس إيمان القيادة في طلابها ومعلميها، مما يبشر بأن الريادة العالمية تبدأ من الفصول الدراسية السعودية.