السعودية تبرم اتفاقية دفاعية مع أمريكا وتطلب الحصول على مقاتلات إف-35 الشبحية المتطورة

الاتفاقية الدفاعية بين السعودية والولايات المتحدة

تجري المملكة العربية السعودية منذ نحو شهر محادثات مع الإدارة الأمريكية بهدف التوصل إلى اتفاقية دفاعية شاملة تشبه تلك التي أبرمت مع قطر. وتعكس هذه المفاوضات استعدادات زيارة مرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض في نوفمبر، حيث يتوقع أن يتم توقيع اتفاقية تتخطى التعاون العسكري التقليدي.

التعاون الدفاعي السعودي الأمريكي

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أبرمت فيه السعودية اتفاقية دفاعية مع باكستان، مما يثير تساؤلات حول توازن تعاونها مع إسلام آباد – الحليف الوثيق للصين – ومساعيها للتعاون مع الولايات المتحدة. بينما امتنعت واشنطن عن التعليق الرسمي، أكدت مصادر أن مضمون الاتفاق المحتمل يتعلق بشكل مباشر بزيارة ولي العهد، مشيرةً إلى أنه سيكون اتفاقًا كبيرًا. كما طلبت الرياض من واشنطن تزويدها بمقاتلات الشبح إف-35، وهو الأمر الذي لم تحصل عليه أي دولة في المنطقة سوى إسرائيل مؤخرًا. وتوقع مراقبون أن تكون هذه الخطوة تمهيدًا لعملية سياسية جديدة بين السعودية وإسرائيل، وقد تؤدي إلى انضمام الرياض إلى اتفاقات أبراهام. ومع ذلك، تشير تحليلات إلى أن السعودية لا تسعى بالضرورة إلى التطبيع مع إسرائيل بقدر ما تسعى إلى تعزيز مكانتها الأمنية وضمان الالتزام الأمريكي بأمن الخليج.

في ذات السياق، كشف موقع Tactical Report عن مشروع مشتركة سعودي-أمريكي لإنشاء مختبر عسكري بالقرب من الرياض يتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف دعم قدرات الجيش السعودي في مجالات القيادة والسيطرة وجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية. يتعاون في هذا المشروع شركة “سامي” السعودية مع “إنفيديا” الأمريكية، مما يعكس التقدم في الشراكة التكنولوجية بين الرياض وواشنطن. كما ألغت الإدارة الأمريكية القيود المفروضة سابقًا على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى السعودية، مما يعزز فرص توقيع الاتفاقية الدفاعية الجديدة. يتوقع أن توفر هذه الاتفاقية للمملكة دعماً أمنياً شاملاً مما يسهل حصولها على تقنيات أسلحة متقدمة، بما في ذلك الطائرات الشبحية والتطبيقات العسكرية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وبذلك، تعزز السعودية من موقفها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة بينما تحافظ في الوقت نفسه على استقلالية قرارها الدفاعي وعلاقاتها متعددة الأطراف مع القوى الآسيوية، في إطار توازن دقيق بين الشرق والغرب يسعى لتعزيز أمنها القومي ودورها الإقليمي المتزايد.

تعتبر مقاتلة إف-35 من أكثر الطائرات تطورًا في العالم، وتتيح قدرات متعددة في المهام الجوية والبرية والاستخباراتية. تتميز بتقنية التخفي التي تقلل من بصمتها الرادارية، ما يسهل عليها اختراق الدفاعات دون اكتشاف. تم تزويدها بأنظمة استشعار متقدمة تساعد الطيار على رؤية شاملة حول الطائرة، وجميع هذه الأنظمة تعمل بالتكامل مع رادارات متطورة. تعمل الإف-35 بمحرك قوي يمنحها قدرة على التحليق بسرعات فائقة، وهي مصممة للاستخدام في مختلف البيئات القتالية، مما يجعلها أحد الأعمدة الأساسية لقوات الطيران الأمريكية وعدد متزايد من دول العالم.