الإفتاء: احتفالات موالد الأولياء والصالحين تتضمن منكرات ومحرمات

أثارت المشاهد المتداولة من احتفالات مولد السيد البدوي جدلاً حول جواز تلك الطقوس التي تتضمن رقصات وأفعال قد تُعتبر محرمة أو مكروهة. يعتبر موضوع الاحتفال بموالد الأولياء والصالحين موضع جدل بين العلماء، رغم اتفاقهم على أن الصحابة والتابعين لم يمارسوا هذه العادات.

مشروعية الاحتفال بمناسبات الأولياء

فيما يتعلق بمشروعية الاحتفالات الخاصة بمناسبات الأولياء، مثل مولد السيد البدوي، هناك من العلماء من يعتبرها بدعة لا تستند إلى أصل شرعي ولا تجوز، خصوصاً مع ما يرافقها من آلات موسيقية واختلاط بين الرجال والنساء. من ناحية أخرى، ترى بعض المؤسسات الدينية، مثل دار الإفتاء المصرية، أن هذه الاحتفالات جائزة على الرغم من عدم ممارستها من الصحابة، معللة ذلك بأنها تتماشى مع الأصول العامة للشريعة، مع التأكيد على رفض ما قد يشوب هذه الفعاليات من منكرات.

حكم الاحتفال بمناسبات الأولياء

شددت دار الإفتاء على أن بعض الأمور قد تصاحب هذه المناسبات وتندرج ضمن المحظورات، وأكدت ضرورة إنكار هذه الأفعال المحرمة، مُشيرة إلى أهمية تنبيه المشاركين بلطف ووعي على ما يتعارض مع الغرض من هذه المناسبات. كما أوضحت أن الاختلاط المفرط بين الرجال والنساء يجب أن يُنكر، لأن ذلك ينافي الهدف الرئيسي من تلك المناسبات.

تمسح الأضرحة وتقبيلها

تحدثت دار الإفتاء عن موضوع التمسح بالأضرحة وتقبيلها، مشيرة إلى وجود خلاف بين العلماء حول هذا الأمر. بعض العلماء أجازوا هذه الممارسة مستندين إلى ما ورد في مسند الإمام أحمد عن الصحابي أبو أيوب. بينما يرى آخرون أن ذلك غير جائز. واستناداً إلى هذا الخلاف، يُعتبر الموضوع واسعاً، ويجب أخذ النية المخلصة في الاعتبار، مع التأكيد على أنه لا إنكار في مسائل الخلاف ما دامت الروايات الشرعية تدعم المواقف المختلفة.

أشارت دار الإفتاء إلى أن بعض تصرفات المشاركين في هذه الاحتفالات قد تُثير الخلاف بين العلماء، ولكن هناك أفعالاً تُعتبر خطأً واضحاً ولا يوجد خلاف حولها. وفي هذا السياق، أكدت أن الحكم على تصرفات المسلمين يجب أن يتجنب الاعتقاد بالشرك أو الكفر، بل ينبغي النظر إلى الخلاف في الوسائل والأخطاء الفردية دون أن تستوجب هذه الأمور تكفير شخص ثبت إسلامه بشكل يقيني.