مشروع أفياجين العربية: دعم الأمن الغذائي في السعودية
في خطوة استراتيجية تعكس تعزيز ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد السعودي، تم الإعلان عن مشروع “أفياجين العربية” بدعم من وزارة الاستثمار ووزارة البيئة والمياه والزراعة، باستثمار يتجاوز 200 مليون دولار. يُعتبر هذا المشروع من أكبر المشاريع الإنتاجية العالمية الخاصة بالشركة داخل المملكة.
يسعى المشروع الجديد إلى تعزيز منظومة الأمن الغذائي والحيوي في السعودية، من خلال توطين صناعة جدود الدواجن وزيادة كفاءة الإنتاج المحلي، مما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع مصادر الأمن الغذائي. فعالية هذه المبادرة تأتي في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي والحيواني في المملكة تطوراً ملحوظاً.
المبادرة الاستراتيجية لتطوير إنتاج الدواجن
تركز “أفياجين العربية” على إنشاء منظومة إنتاج متكاملة تشمل مزارع الجدّات (GP) ومرافق مساندة حديثة، مثل فقاسة مركزية، ومصنع أعلاف متطور، بالإضافة إلى مختبر مخصص لتحليل الجودة والصحة الحيوانية. وذلك لضمان تحقيق أعلى معايير السلامة والإنتاجية في هذا القطاع الحيوي.
من خلال هذه المبادرة، تم وضع خطة توسّعية مستقبلية لإنشاء مزارع أمهات الجدود في مختلف مناطق المملكة، بهدف دعم سلاسل الإمداد المحلية وتوفير منتجات ذات جودة عالية للأسواق المحلية والإقليمية. ووفقاً للمؤشرات الأولية، فإن الطاقة الإنتاجية المستهدفة للمشروع تصل إلى 15 مليون صوص أم (PS) سنوياً، مع إمكانية التوسع في الإنتاج مستقبلاً لتلبية الطلب المتزايد، مما يعزز من مكانة المملكة كأحد المحاور الأساسية في صناعة الدواجن على مستوى المنطقة.
جنبا إلى جنب، تأتي هذه الخطوة ضمن جهود المملكة المستمرة لتنويع الاستثمارات في القطاع الزراعي والحيواني، وتطوير التقنيات الحديثة في مجالات التربية والإنتاج الغذائي، مما يساعد في تحقيق الاستدامة البيئية ويقلل من الاعتماد على الواردات الخارجية.
وأكدت الجهات الداعمة أن مشروع “أفياجين العربية” سيلعب دوراً محورياً في نقل الخبرات العالمية إلى السوق المحلي، مما يعزز تدريب الكوادر السعودية في مجالات الإنتاج الحيواني والأمن الغذائي. يُتوقع أن يوفر هذا المشروع فرص عمل نوعية للمواطنين ويعزز من نسبة التوطين في قطاع الدواجن.
بهذا، يُمكن اعتبار هذا المشروع علامة فارقة في مسار التحول الغذائي والزراعي في السعودية، إذ يمزج بين الاستثمار الضخم والتقنيات الحديثة والإدارة المتكاملة ليكون مثالاً يُحتذى في مجالات الاستدامة والإنتاج المحلي، ولتشكل دعامة رئيسية لتحقيق الأمن الغذائي الوطني.

تعليقات