الإفتراءات الإسرائيلية حول حرب غزة
يكشف كاتب صحافي إسرائيلي عن مجموعة من الروايات المزيفة التي تروّج لها حكومة الاحتلال منذ بداية حربها على غزة، محذرًا الإسرائيليين من ضرورة توخي الحذر تجاهها وتجاه هندسة الوعي القائم حول هذه الحرب.
التحريفات الرسمية للحقائق
في تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، يبرز الكاتب الصحافي الدكتور رونين بيرغمان، الذي يشغل منصب محرر الشؤون الاستخباراتية، ما يسميه بـ «الكذبات الرسمية» التي تسوقها الحكومة الإسرائيلية في سياق الحرب المفروضة على غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023.
يؤكد بيرغمان في بداية تقريره أن المقولة المشهورة «الحقيقة هي الضحية الأولى في الحرب» تعكس بدقة الواقع الحالي في غزة. ويقوم بعرض ما يسميه «الكذبات العشر» التي تروجها المؤسسة الإسرائيلية الرسمية.
من بين هذه الكذبات، يبرز الكذبة الأولى التي تتعلق بالادعاء بأنه يمكن إدارة حرب ذات أهداف متناقضة، مثل تفكيك حركة «حماس» واستعادة المخطوفين. وفي الكذبة الثانية، يُدعى أن الضغط العسكري وحده كافٍ لتحقيق هذه الأهداف، بينما الكذبة الثالثة تشير إلى أن «حماس» ليست مهتمة بصفقة تبادل. كما يذكر الكذبة الرابعة المتعلقة بزعيم حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وأنه لا يعطّل أو يخرب الصفقات المتعلقة بالمختفين.
وتتمثل الكذبة الخامسة في الادعاء بأن محور صلاح الدين يعدّ القناة الأساسية التي ستستخدمها «حماس» لتهريب المخطوفين، مما يعني فقدانهم للأبد. أما الكذبة السادسة، فتتعلق بالزعم بأن قتل يحيى السنوار سيؤدي إلى استسلام الحركة. ويؤكد بيرغمان أن الكذبة السابعة تقول إن احتلال غزة سيؤدي إلى استسلام «حماس». في حين تروج الكذبة الثامنة بأن «حماس» لن تعيد المختطفين أبدًا.
في الكذبة التاسعة، تدعي المؤسسة الحاكمة أن المظاهرات في تل أبيب تزيد من الضغوط على عملية تبادل الأسرى. وأخيرًا، الكذبة العاشرة تشير إلى أن الصفقة الحالية تدل على استسلام «حماس».
ويعقب بيرغمان على تصريحات نتنياهو حول نزع سلاح «حماس»، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي اتفاق يدعم ما ذكره. ويطرح الأسئلة حول كيفية تحقيق نتنياهو لهذه الأهداف رغم توقيع إسرائيل على اتفاق ينص على عدم العودة إلى المناطق التي انسحبت منها، إذا تم الالتزام من قبل «حماس» بالشروط. كما يوضح التباين بين التصريحات والواقع على الأرض، حيث يتعرض الجيش الإسرائيلي لضغوط كبيرة للتقيد بالاتفاق.
ويستنتج بيرغمان أن إسرائيل قد أظهرت مرونة للتوصل إلى الاتفاق، فيما القوات العسكرية تنسحب من معظم النقاط الاستراتيجية. ويؤكد أن النتائج تبدو مرضية حتى لو لم تكن انتصارات حقيقية.
وفي ختام تقريره، يبرز بيرغمان الظلم الذي شهدته الحرب، حيث لا يعتبر أي طرف قد حقق انتصارات واضحة. ويشير إلى تقييم استخباراتي يفيد بأن إسرائيل قامت بالجزء الأكبر من الإجراءات لتحقيق الاتفاق، بينما كانت حماس هي التي استكملت الخطوات الضرورية.
(القدس العربي)

تعليقات