في خطوة تُعتبر من الأكثر حدة منذ زمن في قطاع الإسكان السعودي، أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان عن بدء تنفيذ قرارات جديدة صارمة تهدف إلى الحد من ظاهرة التقسيمات العشوائية في المباني السكنية. هذا القرار الذي أصبحت له تبعات فعلية، وضع آلاف الملاك في مواجهة موعد نهائي قصير، حيث منحت الوزارة مهلة 60 يومًا فقط لتصحيح الأوضاع قبل فرض غرامات مالية تصل إلى 25 ألف ريال عن كل وحدة سكنية مخالفة وفق ما تم الإعلان عنه رسميًا من قبل الجهات المعنية.
قرار صارم ضد المخالفات في الإسكان
لم يكن هذا القرار مفاجئًا بالكامل، إذ كانت هناك مؤشرات متزايدة على تشديد الإجراءات ضد مخالفات البناء وتقسيم الوحدات السكنية دون تراخيص منذ بداية العام. الجديد هو الصرامة في التطبيق وسرعة التنفيذ، حيث أكدت الوزارة أن الحملات التفتيشية ستستهدف جميع المدن الرئيسية مثل الرياض وجدة والدمام ومكة المكرمة، بالإضافة إلى المحافظات الأصغر. وأوضحت أنه سيتم اعتبار كل وحدة سكنية مقسمة دون تصريح رسمي أو خارطة معتمدة من البلدية مخالفة تعرض صاحبها للغرامة.
أسباب وقف الفوضى العمرانية
تعود أسباب هذه الخطوة إلى تصاعد ظاهرة التقسيمات العشوائية في المباني السكنية، خاصة في المدن التي شهدت قفزات كبيرة في أسعار العقارات والإيجارات. بعض الملاك قاموا بتقسيم الفلل إلى شقق أو استوديوهات لتحقيق مكاسب مالية إضافية، لكن هذه الممارسات أدت إلى تضخيم الكثافة السكانية، وضغط على شبكات المياه والكهرباء، وزيادة الازدحام المروري، ونقص في مواقف السيارات، وضعف مستوى الخدمات البلدية.
لذلك، جاء القرار الأخير كمحاولة للحد من هذه الفوضى العمرانية، ضمن خطة شاملة تهدف إلى تحقيق جودة حياة أفضل وتنظيم عمراني متوازن.
عقوبات صارمة للمخالفين
وفقًا للائحة الجديدة، تبدأ الغرامات المالية من 5,000 ريال وتصل إلى 25,000 ريال لكل وحدة مخالفة، حسب حجم المخالفة وتكرارها. كما أكدت الوزارة أن العقوبات قد تشمل إيقاف الخدمات البلدية أو إزالة الوحدات المخالفة إذا لم يتم تصحيح الوضع خلال المهلة المحددة.
شددت الوزارة على أن هذه المهلة التي تمتد لـ 60 يومًا هي الفرصة الأخيرة ولن تُمدد، وأي محاولة للتهرب ستُعتبر مخالفة إضافية مما يزيد الغرامات.
توقعات السوق العقاري السعودي
يعتقد الاقتصاد أن هذا القرار سيؤدي إلى تغييرات جذرية في سوق العقارات خلال الأسابيع القادمة. فمن جهة، سيكون هناك انخفاض في العرض من الوحدات الصغيرة غير القانونية، مما قد يرفع الأسعار في المدى القريب، ومن جهة أخرى، سيوفر فرصًا جديدة للاستثمار في مشاريع الإسكان المعتمدة.
يستهدف القرار إعادة الانضباط إلى المشهد العمراني، إذ سيؤدي إزالة الوحدات العشوائية إلى تحسين الخدمات اليومية وزيادة كفاءة الشبكات.
دعوة للمراجعة والتصحيح
وجهت الوزارة تحذيرًا جادًا لجميع ملاك العقارات المخالفة بضرورة التصحيح قبل انتهاء المهلة. أكدت أن التعاون مع الجهات الرسمية هو الخيار الأفضل لتجنب العقوبات.

تعليقات