التجربة التعليمية الجديدة في رمضان بالسعودية
بقي 11 يوماً فقط.. هذا هو الزمن المتبقي خلال شهر رمضان للدراسة في السعودية! لأول مرة منذ سنوات عديدة، تتحول المدارس السعودية إلى ‘مدارس اختيارية’ شبه مغلقة خلال رمضان مع وجود 5.4 مليون طالب سعودي ينتظرون تجربة تعليمية لم يسبق لهم الإلمام بها.
في خطوة تاريخية غير متوقعة، أعلنت وزارة التعليم السعودية عن خطتها لشهر رمضان المبارك للعام الدراسي 1447 هـ، حيث تقرر تقليص أيام الدراسة إلى 11 يوماً فقط. هذا يمثل تقليصاً بنسبة 69% من الأيام الدراسية الاعتيادية، مما سيؤثر على حوالي 5.4 مليون طالب سعودي.
تحول جذري في نظام التعليم
وصف د. محمد الشهراني، معلم الرياضيات، هذه الخطوة بأنها “تحول نوعي في سياسة التعليم تجمع بين الاستمرار والاحترام الثقافي والديني”. ورغم أن العديد من أفراد المجتمع قد بدوا مدهوشين من هذا القرار، أثار النقاش حول كفاءة هذا التقليص ومدى تحقيقه للتوازن المنشود.
هذا الإجراء يأتي في إطار الجهود المستمرة لتطوير النظام التعليمي مع مراعاة الجوانب الدينية والاجتماعية. وبما أن النظام التعليمي السعودي قد اعتاد على التكيف مع المناسبات الدينية، فإن هذا القرار يعد خطوة نحو توفير بيئة تعليمية تناسب الأجواء الرمضانية. ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن هذه التغييرات الجذرية في المنهج الدراسي تستلزم تكييفاً سريعاً وتعديلاً لمنع أي افتقار جوهري في العملية التعليمية.
تتأثر حياة أكثر من 5.4 مليون عائلة سعودية بهذا القرار، حيث يُتوقع أن يسفر عن نتائج متباينة، سواء بالنجاح أو الفشل، طبقاً لتفاعلات المجتمع المختلفة. على الرغم من الفرصة لتعزيز الروابط الأسرية خلال فترة الصيام، هناك مخاوف تشير إلى أن المستوى الأكاديمي قد يتدهور إن لم تُوضع برامج تعليمية مناسبة لدعم الطلاب.
هذه الخطوة الجريئة بسرعته تقلص 69% من أيام الدراسة الرمضانية قد تحدد مستقبل التعليم في شهر رمضان لسنوات قادمة. الآن، تقع المسؤولية الأكبر على كاهل الأسر لتحضير أنفسهم لتعويض هذا العجز خلال الإجازة المطولة، ويبقى السؤال قائماً: “هل ستنجح هذه التجربة في خلق جيل متوازن دينياً وأكاديمياً، أم ستؤدي إلى تدهور تعليمي ملحوظ؟”

تعليقات