السعودية تتألق بين أبرز 30 دولة في الوعي بصحة الفم

معدل زيارات طبيب الأسنان في السعودية: مؤشر للصحة والرفاه

احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة 32 عالميًا في معدل زيارات طبيب الأسنان، حيث بلغ متوسط الزيارات 2.79 زيارة سنويًا لكل فرد، وفقًا لإحصاءات مجلة CEOWORLD لعام 2024. تمثل هذه النتيجة تفوقًا ملحوظًا على العديد من الدول المتقدمة في أوروبا وآسيا، وتأتي بعد اليابان التي سجلت 2.83 زيارة. وتعكس هذه البيانات أهمية صحة الفم ليس فقط كمؤشر طبي، بل كدلالة على الثروة والرفاه والثقة في الأنظمة الصحية. كما توضح الفروقات الملحوظة في عدد الزيارات بين الدول، مما يبرز تفاعل المواطنين مع ثقافة الرعاية الوقائية.

زيارات أطباء الأسنان كنموذج للتنمية الصحية

تشير الدراسات إلى أن الفحوص الدورية للأسنان تمثل مؤشراً فعّالًا على جودة البنية التحتية ومستوى الدخل ووعي الأفراد بنمط الحياة الصحي. في الدول التي تركز على الوقاية بدلاً من العلاج، تصبح صحة الفم رمزًا للكفاءة النظامية وتسهم في تعزيز التنافسية الوطنية. تصدرت موناكو قائمة الدول بمعدل 3.4 زيارة سنويًا، تلتها ليختنشتاين والنرويج، حيث تمكنت هذه الدول من دمج نماذج صحية شاملة ومستويات دخل مرتفعة، مما جعل العناية بالأسنان جزءًا من الثقافة اليومية بدلاً من أن تكون مجرد واجب طبي.

في أوروبا الغربية، تشهد دول مثل النمسا وبلجيكا عناية متميزة بصحة الأسنان، مدعومة بسياسات تأمين فعالة وحملات تعليمية تعزز الاهتمام بالصحة. وفي هذه الاقتصادات، تسجل الدول التي تكثر فيها زيارات أطباء الأسنان إنفاقاً أقل على العمليات الجراحية الطارئة وعلاج الأمراض المزمنة.

تجدر الإشارة إلى أن الدول الإسكاندنافية مثل النرويج والسويد تعتمد نموذجًا يركز على رعاية الأسنان منذ الطفولة، حيث تلعب الثقة الاجتماعية دورًا كبيرًا في تعزيز فكرة أن الصحة هي حق ومسؤولية فردية وجماعية. في المقابل، تظهر دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء معدلات منخفضة جدًا في الزيارات، ما يعكس تحديات في البنية التحتية ونقص الكوادر الطبية.

تُعد الزيادة في الوعي الثقافي حول أهمية العناية بصحة الفم على المستوى العالمي، لا سيما في ورش العمل الصحية والمبادرات الرقمية في أفريقيا، مؤشراً إيجابيًا يساهم في تحسين كافة جوانب الحياة الصحية.