استعدادات الانتخابات وتأثيرها على التوافق الكردي
مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في إقليم كردستان، يترقب الشارع السياسي الوضع الجديد الذي قد تشهده القوى الكردية في المعادلة العراقية المقبلة. ومع ذلك، يشير خبراء إلى أن احتمالية عودة الخلاف بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، بشأن منصب رئاسة الجمهورية، تبدو منخفضة. إذ يعد هذا المنصب من أكثر النقاط التي شهدت توترات سياسية في الدورات السابقة بينهما.
الوحدة الكردية في خضم المنافسة السياسية
وفقًا للباحث في الشأن السياسي نوزاد لطيف، فإن الأوضاع الحالية بين الحزبين تشير إلى توجّه نحو تصحيح المواقف السابقة، حيث لا يوجد حاليًا أي تصعيد أو توتر بين الطرفين. ولفت لطيف إلى أن كلا الحزبين أصبحا أكثر حرصًا على تفادي الخلافات القديمة بعد التجربة السلبية التي عاشها الجانب الكردي في بغداد في السنوات الماضية. وتوقع لطيف أن لا يتكرر الخلاف بعد الانتخابات، خصوصًا مع رغبة الحزبين في إجراء مفاوضات لتشكيل حكومة إقليم كردستان بعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي.
كما أوضح لطيف أن هناك توجهًا نحو تحصيل تفاهمات مسبقة بين الحزبين، تقضي بأن يتم تشكيل وفد مشترك لتمثيل موقف موحد للأكراد في البرلمان العراقي. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز القدرة على التفاوض في القضايا السيادية، ومن بينها منصب رئاسة الجمهورية، لضمان تمثيل متكامل لإقليم كردستان في بغداد.
على الرغم من التوترات السابقة بين الحزبين حول منصب رئاسة الجمهورية، لا سيما عندما تمسك الاتحاد الوطني بالمنصب كاستحقاق تقليدي له بينما طرح الحزب الديمقراطي عدة مرشحين آخرين، تشير الأوضاع الراهنة إلى إمكانية الوصول إلى توافقات قد تصب في مصلحة الجميع. إذ لمؤشرات الأخيرة، بما في ذلك الضغوط الداخلية والدولية، دلالة على ضرورة توحيد الموقف الكردي لتعزيز النفوذ السياسي في بغداد، مما قد يسهم في تجاوز الانقسامات التي أساءت للحضور الكردي في الساحة السياسية العراقية في الفترة الماضية.

تعليقات