زواج مراهق في الجزائر يثير جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي

تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر مقطع فيديو لحفل زفاف مراهق يبلغ من العمر 14 عاماً، والذي تزوج من فتاة في نفس العمر، في جو احتفالي حضره الأهل والأصدقاء. وقد أثار هذا الفيديو جدلاً واسعاً في المجتمع، خاصة بعد تصريحات والد العريس الذي عبّر بفخر عن زواج ابنه في هذه المرحلة العمرية، مشيراً إلى أهمية العلاقة القوية بين الأب والابن، ومؤكداً أن الزواج المبكر يُعتبر خياراً أفضل من الانتظار حتى سن الأربعين.

الجدل حول الزواج المبكر

أثارت تصريحات والد العريس ردود فعل متباينة بين الجمهور، حيث اعتبر كثيرون أن الزواج في هذه السن يتناقض مع حق الطفل في البراءة ويمثل تحدياً لمسؤوليات ناضجة قد لا يدركها المراهق في هذه المرحلة. فقد عبّر أحد المغردين عن رأيه قائلاً: “هذا المراهق لا يدرك حتى ما يريده من الحياة”. في المقابل، دافع بعض المستخدمين عن فكرة الزواج المبكر، معتبرين أنه خيار منطقي أكثر من الدخول في علاقات مستدامة غير مستقرة قبل الزواج، مشددين على أن نجاح الزواج لا يتوقف على العمر فقط، بل يعتمد على مدى الفهم والتفاهم بين الطرفين.

التحديات القانونية

يحدد القانون الجزائري السن الأدنى للزواج بـ19 عاماً لكل من الذكور والإناث، مع إمكانية منح استثناءات قضائية في بعض الحالات الخاصة، لا سيما في المناطق الريفية أو وفقاً للأعراف الثقافية. تثير هذه الواقعة تساؤلات حول مدى التزام المجتمع بالقوانين ومدى الرقابة الفعلية على الزيجات المبكرة، خاصة في المناطق التي تتبنى تقاليد الزواج التقليدي. يبرز اليوم العديد من المطالب من المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين بضرورة تعزيز الرقابة وتطبيق القوانين لحماية حقوق الأطفال وضمان تنشئتهم في بيئة صحية وآمنة، بعيداً عن الضغوط المرتبطة بالزواج المبكر والتي قد تؤثر سلباً على مستقبلهم.