الذكاء الاصطناعي في الاتصالات
أثبت معرض «جيتكس جلوبال 2025» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مفهوم مستقبلي، بل أصبح واقعاً يغير كيفية تفاعل شركات الاتصالات مع عملائها، كما أشار الخبير التكنولوجي علي صباغ.
التقنيات الذكية وتوجهات السوق
شهدت أروقة المعرض عرض عدد من التطبيقات الذكية التي تخطت مرحلة الترويج النظري إلى الاستخدام العملي الفعلي، حيث قدمت شركات الاتصالات مساعدين افتراضيين يمكنهم التعامل مع استفسارات معقدة خلال ثوان، بالإضافة إلى أنظمة ذكاء مخصصة لتوجيه التذاكر وروبوتات دردشة تتمتع بقدرات تواصل مشابهة للبشر. تهدف هذه الحلول إلى تحقيق أكثر من مجرد تسريع الخدمات، حيث تركز على تقديم تجارب مستخدم أكثر سلاسة وخصوصية.
تواصل دبي تعزيز مكانتها كمنصة حقيقية لاختبار الابتكار التطبيقي، بدعم من بنية رقمية قوية ورؤية حكومية تشجع على تبني التقنيات الحديثة. تعكس الحلول المعروضة في «جيتكس 2025» التقدم المحرز في هذا المجال والدور الرئيسي لقطاع الاتصالات في دعم هذا الاتجاه.
كذلك، برز هذا العام التحول من الأتمتة البسيطة إلى تخصيص الخدمة، حيث باتت أنظمة خدمة العملاء، بفضل التقنيات المتطورة في الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية، قادرة على فهم نوايا العملاء وتكييف أسلوب الحوار، بل وحتى التنبؤ باحتياجاتهم قبل أن يعبروا عنها. بالنسبة لشركات الاتصالات، أصبحت فوائد اعتماد الذكاء الاصطناعي واضحة، سواء من حيث خفض التكاليف التشغيلية، أو تسريع أوقات الاستجابة، أو تعزيز رضا العملاء. الأثر الأعمق يتجلى في تغيير طبيعة العلاقة بين الشركات والمستخدمين، حيث أصبحت خدمة الدعم تجربة تفاعلية حقيقية بدلاً من كونها مجرد إجراء روتيني.
بينما يتقدم قطاع الاتصالات في تبني الذكاء الاصطناعي، لا تكتفي دبي بمجاراة الاتجاهات العالمية، بل تساهم بشكل فعال في تشكيل ملامحها. تؤكد النقاشات التي دارت في «جيتكس 2025» أن التحول الرقمي في المنطقة دخل بالفعل مرحلة جديدة تتجسد في كل تفاعل ذكي مع الزبائن.

تعليقات