أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسي (تاسي) تداولاته اليوم الأربعاء بارتفاع نسبته 0.7% ليغلق عند 11,682 نقطة، مع تسجيل تداولات نشطة بلغت 6.68 مليار ريال، بينما قاربت القيمة السوقية الإجمالية 9.4 تريليون ريال، وفقاً لبيانات “تداول السعودية”. ورغم الضغوط الخارجية الناتجة عن تراجع أسعار النفط العالمية، يعكس هذا الأداء الإيجابي قوة الزخم الداخلي للسوق السعودي وزيادة ثقة المستثمرين في متانة الاقتصاد المحلي.
134 شركة رابحة مقابل 118 خاسرة
سجلت 134 شركة ارتفاعاً في قيم أسهمها مقابل 118 شركة تراجعت، من أصل 262 شركة مدرجة في السوق الرئيسية. وتصدرت قائمة الشركات الرابحة أسهم بترو رابغ، أكوا باور، أسمنت تبوك، المطاحن الحديثة، وسدافكو، بينما تصدرت أسهم الأصيل، والمطاحن الأولى، وتوبي، واللجين، ومهارة قائمة الانخفاضات. ويرى محللون أن مكاسب قطاعات الطاقة والمواد الأساسية كانت العامل الرئيسي لدعم حركة المؤشر اليوم، في ظل التفاؤل بتعافي الطلب المحلي واستمرار المشاريع الاستثمارية الكبرى في إطار رؤية المملكة 2030.
أداء السوق الموازية (نمو)
من ناحية أخرى، أغلق مؤشر السوق الموازية (نمو) على تراجع طفيف بنسبة 0.2% عند 25,637 نقطة، مع تداولات بلغت 32.2 مليون ريال وحجم تداول تجاوز 4 ملايين سهم، مما جعل القيمة السوقية تقارب 46.6 مليار ريال. انخفضت أسهم 42 شركة في “نمو” مقابل ارتفاع 37 شركة من بين 125 شركة مدرجة، في حركة تعكس تبايناً قطاعياً طبيعياً داخل السوق الموازية ذات الحجم المتوسطة والسيولة.
في بداية تعاملات اليوم، شهد مؤشر تاسي ارتفاعاً بنسبة 0.1% عند مستوى 11,613 نقطة مع تداولات وصلت إلى 237 مليون ريال. وقادت أسهم تشب، نسيج، رتال، أكوا باور، وبترو رابغ موجة الارتفاعات الأولية في السوق، بينما تراجعت أسهم أبو معطي، المملكة، التعمير، لازوردي، وريدان. وكان قطاع الطاقة الأكثر نشاطاً، مع ارتفاع سهم أرامكو السعودية بنسبة 0.5%، بينما حقق سهم بترو رابغ زيادة بأكثر من 3% بدعم من توقعات بتحسن هوامش التكرير.
في سياق متصل، انخفضت أسعار النفط بنسبة 0.3% إلى 62.20 دولار لبرميل برنت، متأثرة بتحذيرات وكالة الطاقة الدولية حول احتمال فائض المعروض العالمي، بالإضافة إلى التوترات التجارية بين واشنطن وبكين. ومع ذلك، حافظت الأسهم السعودية على أدائها الإيجابي، مما يدل على مرونة السوق المحلية وقدرتها على التكيف مع تقلبات أسعار النفط.
الهجوم المالي الذي شهدته السوق يعكس تزايد الثقة في احتمالات خفض الفائدة خلال النصف الأول من العام المقبل، ما يجعل الأسهم أكثر جاذبية مقارنة بالأدوات ذات العائد الثابت. ومن المتوقع أن تواصل قطاعات الطاقة والبنوك والعقارات تحقيق مكاسب مدعومة بارتفاع الإنفاق الحكومي ومشاريع البنية التحتية الكبرى، على الرغم من الضغوط قصيرة الأجل التي قد يواجهها قطاع البتروكيماويات بسبب ضعف الطلب الآسيوي.
تُظهر السوق السعودية تماسكاً واضحاً مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى، وتتجه نحو موجة جديدة من الإدراجات خلال 2026، مما يعزز جذبوها الاستثماري على المدى المتوسط.
تعليقات