تويوتا هايلكس: رمز القوة والموثوقية في العراق
في العراق، تجد العديد من الأسماء تتردد في الأذهان، لكن القليل منها يترك أثرًا حقيقيًا. تويوتا هايلكس ليست مجرد وسيلة نقل، بل جزء أساسي من الحياة اليومية؛ تتواجد في المزارع، وتتحرك في شوارع بغداد المزدحمة، وتقطع الطرق الجبلية في أربيل.
هايلكس: السيارة الأيقونية
تعد هايلكس السيارة الأكثر شعبية في الأسواق العالمية والعراقية، لدرجة أن البعض ينادونها “هايلكس” دون ذكر علامة تويوتا. نظراً لأنها أصبحت جزءًا من الحياة اليومية، اكتسبت تويوتا هايلكس ألقابًا شعبية بين الناس حيث تُعرف في الأسواق والشوارع الريفية بـ”البيكب”. ويسميها الشباب وسائقو الطرق الوعرة “الطگ طگ”؛ وذلك نظرًا لقدرتها على تجاوز العقبات دون فقدان توازنها. قد يشير البعض أيضًا إليها بـ”التويوتا”، وهو ما يعكس مكانتها الفريدة كرمز لصناعة سيارات النقل الخفيف في العراق. هذه الأسماء ليست مجرد إضافات، بل تعكس المكانة الخاصة التي احتلتها هايلكس في الذاكرة الجماعية للعراقيين، حيث ارتبطت بعقود من التحديات.
تتعدد الأسباب التي جعلت هايلكس محبوبة بهذا الشكل، منها:
– محركها V6 الذي يوفر قوة 239 حصانًا وعزم 310 نيوتن متر، مما يتيح لها الثبات على الطرق الوعرة؛ بينما محرك الأربع أسطوانات يقدم قوة 164 حصانًا وعزم 245 نيوتن متر.
– تصدرها قائمة السيارات الأكثر مبيعًا في العراق، مما يعكس نجاحها في تجاوز منافسيها.
– الضمان الممتد من تويوتا الذي يصل إلى 3 سنوات أو 100,000 كلم، بالإضافة إلى خدمات ما بعد البيع.
ومع ذلك، هناك بعض الشكاوى حول استهلاكها العالي للوقود، خاصة مع محرك V6. أما على الطرق المعبدة، فقد يعتبر نظام التعليق قاسيًا بعض الشيء. تكاليف الصيانة وقطع الغيار قد تكون عبئًا على الميزانية، ورغم أن الأسعار ليست رخيصة، إلا أن العديد من المشترين يرونها تستحق ذلك.
قصص الحياة اليومية للشعب العراقي مع هايلكس كثيرة، ومن بينها:
– مزارع من البصرة يروي كيف كانت هايلكس دائمًا موثوقة في حقوله الرملية، على الرغم من أنها تُجهده على الطرق الطويلة بسبب ضعف التكييف.
– سائق في بغداد يعتمد عليها لتوصيل البضائع، لكنه يواجه صعوبة بسبب استهلاكها المرتفع للوقود.
– شاب مغامر في أربيل يرى أنها سيارة موثوقة للمغامرات، ولكنه ينبه إلى أنها لا توفر راحة سيارة سيدان.
بين المنافسة والواقع، هايلكس برزت بشجاعة أمام جميع المنافسين. بينما تكافح ضد سيارات الدفع الرباعي المترفة التي تفوز في جوانب الراحة، إلا أنها تتفوق في جدارتها وموثوقيتها. في العراق، لا تعد هايلكس مجرد سيارة تُشترى وتُباع، بل هي شريك حياة حقيقي، خصوصًا في مواجهة تحديات البيئة القاسية. قد تستهلك المزيد من الوقود، وقد تزيد تكاليف صيانتها، لكن في ظلال تلك التحديات، تبقى هايلكس بلا منازع “الملكة”، حيث يجد من يقبل على استخدامها رفيقًا لا يخونه على الطرق.
تعليقات