أزمة المياه في العراق
أعلن مرصد العراق الأخضر، اليوم الأربعاء (15 تشرين الأول 2025)، أن مستوى الخزين الحالي من المياه قد انخفض إلى 4 بالمئة. وتعتبر هذه النسبة الأكثر خطورة التي يشهدها العراق على مدى سنوات عدة. إذ أشار المرصد في بيان له إلى أن المنسوب انخفض من 8 إلى 4 بالمئة، مما ينذر بمخاطر كبيرة على مستوى توفر مياه الشرب في العاصمة بغداد، بعد أن تأثرت المحافظات الجنوبية مثل البصرة وذي قار بشدة جراء قلة المياه، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات في تلك المناطق.
تدهور الوضع المائي في البلاد
كما أوضح المرصد أن الوضع المائي قد أصبح خطيراً جداً نتيجة لانخفاض الإطلاقات المائية من تركيا، بالإضافة إلى تأخر موسم الأمطار الذي كان متوقعاً أن يبدأ في مطلع شهر تشرين الأول الحالي. وأشار إلى أن مباحثات جرت أوائل الأسبوع الحالي بين وفد حكومي عراقي برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين مع المسؤولين الأتراك لمناقشة قضية المياه، إلا أن هذه المناقشات لم تسفر عن أي نتائج إيجابية بسبب ادعاءات الجانب التركي بأن هناك صعوبة في زيادة الإطلاقات المائية في ظل التغيرات المناخية التي تسبب في تراجع معدلات الأمطار وجفاف بعض المناطق.
وتابع المرصد أن عمليات هدر المياه لا تزال مستمرة بشكل كبير، حيث يُلاحظ ذلك في الأنشطة اليومية للمواطنين. كما أبدى العديد من الفلاحين مقاومة لاستخدام أساليب الري الحديثة، حيث يفضلون الاعتماد على الطرق التقليدية التي قد تسفر عن مزيد من الهدر في المياه. وتُعتبر أزمة المياه في العراق اليوم من أخطر الأزمات التي شهدها البلد منذ أكثر من 80 عاماً، حيث تراجع المخزون إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
وبحسب وزارة الموارد المائية، فإنه قد بلغ المخزون الاستراتيجي للمياه نحو 7.5 مليار متر مكعب، وهو الأدنى في تاريخ البلاد، مما ينذر بإمكانية فقدان مياه الشرب في المستقبل القريب. إن تفاقم هذه الأزمة يتطلب اتخاذ تدابير عاجلة لضمان توفير المياه والحفاظ على الموارد المائية في العراق، حيث أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة السكان ومستوى المعيشة.
تعليقات