شرم الشيخ: مدينة السلام المصرية
وصفت الصحف البريطانية مدينة شرم الشيخ بأنها “مدينة السلام”، موضحة أنها وجهة سياحية مركزية تجذب البريطانيين. وأشارت إلى توفر رحلات مباشرة يومية من مختلف المدن البريطانية إلى هذه المدينة السياحية الهامة.
الواجهة السياحية المصرية
جاء هذا التوصيف في وقت يتزامن مع انعقاد قمة دولية برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يتواجد فيها رؤساء 20 دولة للبحث في سبل إنهاء النزاع في غزة ومستقبل القطاع. مدينة شرم الشيخ الساحلية معروفة برياضة الغوص والشعاب المرجانية الفريدة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو 10 ملايين سائح يزورونها سنوياً، معظمهم من دول مثل بريطانيا وألمانيا وروسيا.
وفيما يستمتع المصطافون بوقتهم على الشاطئ تحت أشعة الشمس، يُعقد مؤتمر يهدف لإرساء السلام في المنطقة، مما يعبر عن التداخل بين السياحة والدبلوماسية. تقع المدينة على ساحل البحر الأحمر بمياهها الفيروزية الصافية، ويحدها من الشمال حدود مصر مع إسرائيل وغزة، بينما توجد إلى الجنوب وجهات سياحية أخرى معروفة مثل الغردقة. جبالها الذهبية وعراقتها تحيط بها، مما يجعلها جزءاً من الساحل المصري الخلاب.
استحقت شرم الشيخ لقب “مدينة السلام” كونها كانت منصة دبلوماسية لعدة عقود. وقد شهدت المدينة آخر أحداثها الكبرى في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين عام 2022، حيث استضافت أهم الشخصيات العالمية لمناقشة تغير المناخ والتحديات البيئية. كما كانت مركزاً للفعاليات الهامة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ساهم في تعزيز العلاقات الدولية وفق بيئة سياحية حالمة أخرى.
كانت شرم الشيخ في الأصل قرية صيد بسيطة، لكن بعد احتلالها عام 1967 أثناء حرب الأيام الستة، عادت لمصر عام 1982 بموجب اتفاقيات كامب ديفيد. خلال تلك الفترات المضطربة، بدأت المدينة تتطور كوجهة سياحية، مما دفع الحكومة المصرية لإطلاق حملات تطوير كبيرة، مشفرة الاستثمارات في بناء المنتجعات وتطوير البنية التحتية.
على مر السنين، انتهجت الدبلوماسية العلمية ذات الطابع السياحي، حيث شارك الكثير من الشخصيات الهامة في الفعاليات الكبرى. أسهمت هذه الأحداث في إنعاش السياحة وتعزيز الاستثمار، مما ساعد في تطوير مشاريع البنية التحتية في المدينة.
اليوم، تتجلى جاذبية شرم الشيخ في فنادقها الفاخرة، وطرقها المعبدة، ومرافقها السياحية الحديثة مثل مركز المؤتمرات الدولي ومطارها القريب. على الرغم من أن المدينة تُعرف بالتجارة والسياحة، لا يمكن إغفال دورها في المشهد الدبلوماسي. يزور السياح المدينة للاستمتاع بالشواطئ الجميلة وأشعة الشمس، بينما تدور خلف الكواليس مناقشات استراتيجية قد تؤثر على الصعيدين المحلي والدولي.

تعليقات