راجي سلطان الزهيري: أداء أسود الرافدين يثير القلق قبل لقاء السعودية

راجي سلطان الزهيري

أداء المنتخب العراقي في الملحق الآسيوي

استهل المنتخب العراقي مشواره في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 بمواجهة منتخب إندونيسيا، والتي كانت تتطلع إليها الجماهير لتظهر “أسود الرافدين” على طبيعتهم القتالية وروحهم المميزة. لكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال، حيث انتصر العراق بهدف يتيم سجله اللاعب زيدان إقبال، رغم أن الأداء كان بعيدًا عن المستوى المطلوب.

لم يكن المنتخب العراقي مهيمنًا على أرض الملعب بل بدا كالفريق الضائع، بلا تنسيق أو خطة واضحة كما لو كانوا يلعبون مباراة ودية غير هامة. كانت السيطرة لإندونيسيا منذ البداية وحتى اللحظات الأخيرة، مما جعل منتخبنا يكتفي بالدفاع العشوائي دون أي محاولة حقيقية لتشكيل هجمات. تساءلت الجماهير عن سبب غياب الروح القتالية المعهودة، ولماذا بدت المباراة بلا حماس، وكأن الفوز ليس له قيمة كبيرة. حتى المهارات الفردية، التي كانت تُعتبر من نقاط القوة، كانت غائبة بشكل لافت.

الهجمة الوحيدة التي أسفرت عن الهدف لم تكن نتيجة عمل جماعي، بل استغلت خطأ دفاعيًا من إندونيسيا، بحيث حول زيدان إقبال تلك الفرصة إلى هدف. بعد الهدف، لم يقدم اللاعبون ما يدل على العزيمة، بل انقسمت الجهود إلى محاولات لتمرير الوقت وحماية النتيجة.

قلق الجماهير قبل مواجهة السعودية

القلق من الأداء لم يتوقف عند حد لقاء إندونيسيا فحسب، بل يمتد ليشمل المباراة المقبلة ضد المنتخب السعودي، وهو أحد أقوى المنتخبات الآسيوية في الوقت الراهن. يمتاز المنتخب السعودي بسرعة اللعبة ومهارات لاعبيه واحترافيتهم التكتيكية، بينما يبدو منتخبنا محاصرًا بطابع الفوضى وضعف القيادة الفنية.

الحقيقة المؤلمة هي أننا بهذا الأداء لا نستحق الوصول إلى كأس العالم، لأن التأهل يعتمد على الروح والعزيمة والإصرار داخل الملعب، وليس فقط على الأسماء التاريخية. إذا لم يحدث تغيير إيجابي في الأيام القليلة القادمة، فسوف نواجه خيبة أمل جديدة تُضاف إلى قائمة الإخفاقات.

اليوم، ما يحتاجه المنتخب هو أكثر من مجرد انتصار؛ نحن بحاجة إلى تغيير جذري في الفكر والانضباط داخل الفريق. يجب أن نعيد للأسود قوتها، وللجماهير ثقتها، وللقميص هيبته. العراق يستحق أفضل من هذا الأداء، والجماهير لا تتحمل مزيدًا من الإحباطات.