مشاركة محمد شياع السوداني في قمة شرم الشيخ وأثرها على الاقتصاد العراقي
أكد الخبير في الشؤون الاقتصادية، أحمد عبد ربه، أن مشاركة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في قمة شرم الشيخ للسلام تمثل خطوة استراتيجية في زمن يتسم بأهمية كبيرة سياسيًا واقتصاديًا. وأوضح عبد ربه أن هذه الزيارة تعكس التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة والتحديات العديدة التي تواجهها، بما في ذلك الأمن الغذائي والطاقة والتغير المناخي.
أبعاد مشاركة العراق في القمة
ولفت إلى أن البعد الاقتصادي لهذه الزيارة يتجلى في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، حيث تساهم مشاركة العراق في مثل هذه القمم في دمجه ضمن المنظومة الاقتصادية الإقليمية وتفتح آفاق شراكات جديدة مع الدول العربية والإفريقية والأوروبية، خصوصًا في مجالات النقل والطاقة والتكامل الكهربائي. كما أشار إلى فرص التمويل والاستثمار التي تقدمها القمة، إذ تجمع بين أطراف دولية ومؤسسات مالية، ما يمنح العراق فرصة لعرض مشاريعه ضمن مبادرة (طريق التنمية) والاستفادة من التمويلات المتاحة في مجالات البنية التحتية والطاقة النظيفة.
إضافة إلى ذلك، يعد التركيز على الاقتصاد الأخضر أحد الأبعاد المهمة للزيارة، في ظل التحولات العالمية نحو اقتصاد أكثر استدامة. وتمثل القمة منصة للحديث عن جهود العراق في مواجهة التغير المناخي ولا سيما خططه لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. وفيما يتعلق بإعادة بناء الثقة في الاقتصاد العراقي، فإن وجود رئيس الوزراء في القمة يعكس استقرار القرارات الاقتصادية ويبعث برسالة إيجابية للمستثمرين الدوليين حول البيئة الاقتصادية المستقرة والمناخ التشريعي الواضح.
سيكون من المحتمل أن تُعقد لقاءات ثنائية خلال القمة بين السوداني ونظرائه من قادة الدول، ما يسهم في فتح قنوات تواصل دبلوماسية واقتصادية جديدة. وتُعتبر هذه الزيارة ليست مجرد مناسبة دبلوماسية بل استثمارًا طويل الأمد قد يكون له تأثير إيجابي على العراق، من خلال تعزيز القطاع التنموي وتوفير فرص العمل وتنويع الاقتصاد الوطني. وتجمع قمة شرم الشيخ التي يرأسها الرئيس المصري والمشاركة الواسعة من عدة دول لوضع آليات لإنهاء النزاع في غزة وتعزيز السلام بين الدول العربية، مما يعكس أهمية الحوار والعمل الجماعي في مواجهة التحديات المشتركة.

تعليقات