الأنبار تتطلب إدارة شراكية بدلاً من احتكار القرار
أكد الباحث في الشأن السياسي سيف الفهداوي، أن محافظة الأنبار لا يمكن إدارتها بعقلية الاحتكار أو السيطرة الحزبية. وأشاد بخطوة مباشرة مدير تربية الأنبار الجديد على الرغم من الضغوط والتهديدات التي تعرض لها.
ضرورة الشراكة السياسية في الأنبار
قال الفهداوي في حديثه إن الوقت قد حان ليدرك حزب تقدم أن الأنبار ليست مجرد ملك خاص له، بل هي محافظة تضم جميع القوى السياسية، ويجب إدارتها بروح التعاون والشراكة، وليس بالاستحواذ. وأضاف أن الحزب يمتلك مناصب مهمة في محافظات أخرى مثل نينوى وصلاح الدين وكركوك، ومن الضروري أن يتقبل مشاركة الآخرين في إدارة شؤون الأنبار وألا يحتكر القرار لنفسه.
وأشار إلى أن مباشرة مدير التربية الجديد، رغم التظاهرات والتهديدات، تمثل رسالة واضحة بأن قرار الدولة هو الأقوى، ويجب أن يحترم من الجميع. وأكد الفهداوي أن استمرار فرض الهيمنة الحزبية سيؤدي إلى مزيد من التوتر والانقسام، بينما تتطلب المرحلة المقبلة إدارة متوازنة تضع مصلحة الأنبار وسكانها فوق أي اعتبارات سياسية أو شخصية.
تشهد محافظة الأنبار منذ عدة أسابيع جدلاً سياسياً بعد صدور قرار تعيين مدير جديد لتربية المحافظة. وقد ظل هذا المنصب عرضة لتجاذبات سياسية من قبل عدة قوى، ومن أبرزها حزب “تقدم” الذي يتمتع بنفوذ واسع في المنطقة. وقد شهدت الأيام الأخيرة تظاهرات واحتجاجات أمام مبنى التربية رفضاً لتعيين المدير الجديد، وسط اتهامات بتدخلات حزبية ومحاولات لفرض الإرادة السياسية على مؤسسات الدولة.
يأتي هذا الجدل في وقت تحاول فيه الحكومة الاتحادية فرض معايير أكثر مهنية في التعيينات الإدارية. ويعتقد مراقبون أن صمود المدير الجديد وبدء عمله يمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الدولة على تثبيت قراراتها بعيداً عن الضغوط الحزبية والمحلية وتحقيق التوازن المطلوب في إدارة شؤون المحافظة.

تعليقات