مخاطر خطة إسرائيل بشأن غزة
في مقال حديث نشر في صحيفة هآرتس، يحذر عالم الاجتماع الإسرائيلي ياغيل ليفي من أن الخطة الجديدة التي وافقت عليها إسرائيل حول مستقبل قطاع غزة تمثل مقامرة خطيرة تفتقر إلى أي أساس واقعي أو سياسي. يرى ليفي أن هذه الخطة، المدعومة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تعتمد على تحويل القطاع إلى منطقة بلا سيادة تدار جزئياً بواسطة قوة متعددة الجنسيات تتولى مهمة نزع سلاح حركة حماس، ويصفها بأنها “مشروع خطر بعيد عن الواقع”.
تحديات نزع السلاح في غزة
يشير ليفي إلى أن تجارب نزع السلاح الناجحة في نزاعات سابقة، مثل أيرلندا الشمالية وموزمبيق والسلفادور وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، تحققت فقط في ظل ظروف استثنائية مع وجود اتفاقات سلام شاملة أو اندماج سياسي كان يتطلب استسلاماً غير مشروط. ومع ذلك، يعتقد ليفي أنه لا يلوح في الأفق أي من هذه الشروط في غزة حالياً، حيث تغيب الاتفاقات السياسية والاستقرار المؤسسي، كما أن حركة حماس تفتقر للدافع لتسليم سلاحها.
يتوقع الكاتب أن عودة مئات الآلاف من النازحين إلى منازلهم ستواجه بسلطة أجنبية تفتقر إلى الشرعية، والتي قد يقودها مفوض دولي، مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في الوقت الذي تظل فيه أجزاء من القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة ضمن ما يُسمى بـ “المحيط الأمني”. يحذر ليفي من أن هذا الوضع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مشاعر الغضب والتمرد، وظهور جماعات مسلحة جديدة خارج أي إطار رسمي.
من المنظور الإسرائيلي، يرى ليفي أن هذه الخطة تحمل مخاطر جسيمة، إذ يمكن أن تؤدي إلى نشوء منطقة عازلة عدائية غير خاضعة لحكم فعلي، تحت مراقبة قوة دولية تفتقر للدافع الحقيقي للمواجهة. ويشدد على أن هذا الواقع سيضع إسرائيل أمام معضلة مستقبلية، تتمثل إما في ضرورة ضبط النفس مع تفاقم الفوضى، أو استئناف العمليات العسكرية في المناطق التي تخضع لهذه القوة، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة عسكرية وأزمة أخلاقية.
يعتبر ليفي أن هذه المخططات تعكس رؤية أمريكية مبسطة تنطلق من توهمات “الهندسة الاجتماعية” لشعب فقد سيادته وإنسانيته. في تقديره، فعلى الرغم من أن خطة دمج حماس في منظمة التحرير الفلسطينية، التي اقترحها رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض، قد تتيح فرصاً واقعية لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة أكثر شرعية، إلا أن إسرائيل ترفض هذا الخيار، مما يعرض أمنها لمزيد من التهديدات بدلاً من اتخاذ خيارات تحقق مصالحها.
تعليقات