رسائل الرئيس السيسي في أسبوع القاهرة للمياه: دبلوماسية قوية وضغوط سياسية متزايدة

أدى الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر أسبوع القاهرة للمياه مجموعة من الرسائل التي تعكس أهمية مصر كمنارة حوار حول قضايا المياه، حيث أصبح هذا الحدث منصة دولية لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات المتعلقة بالمياه. ذكر الرئيس في رسائله أن شعار هذا العام هو البحث عن حلول مبتكرة لضمان الصمود أمام التغيرات المناخية والحفاظ على استدامة الموارد المائية. وأشار إلى أن مصر تعتمد بشكل كبير على مياه نهر النيل، حيث يتمثل نصيب الفرد من المياه في نصف خط الفقر المائي، مؤكدًا على المشروعات القومية المتعلقة بمعالجة وإعادة استخدام المياه، مثل محطتي بحر البقر والمحسمة والدلتا الجديدة.

رسائل الرئيس السيسي حول المياه

تطرق الرئيس السيسي إلى أهمية الأنهار الدولية كجسور للتعاون، مشددًا على أن مصر ترفض أي إجراءات أحادية قد تلحق الأذى بمصالح شعوب حوض النيل. كما ذكر أن مفاوضات السد الإثيوبي مع أديس أبابا استمرت لمدة 14 عامًا، مما يتطلب ضرورة الوصول إلى اتفاق ملزم يحمي حقوق دول المصب. وصرح أن مصر لجأت إلى الدبلوماسية والمنظمات الدولية من أجل الحوار والتعاون، لكنها في ذات الوقت لن تتوانى أمام أي تهديد يمس الأمن المائي أو استقرار المنطقة.

استراتيجيات التعاون في مجالات المياه

وفيما يتعلق بدلالات رسائل الرئيس، أكد أحمد العناني، الخبير في العلاقات الدولية، أن هذه الرسائل جاءت في إطار الرغبة الصادقة لتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية في ملف المياه، الذي يُعتبر ركيزة أساسية للأمن القومي المصري والتنمية المستدامة. وضح العناني أن المياه تشكل أساسًا لأي عملية تنموية، حيث تلعب دورًا محوريًا في المشروعات الزراعية وإنشاء المناطق الإنتاجية. كما أنها توفر فرصًا لتوسيع التعاون في مجالات الزراعة وتبادل الصادرات بين الدول، مما يعكس أهمية المؤتمر الذي ترعاه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وعدد من المؤسسات الدولية ذات الصلة. فهو يمثل فرصة قيمة لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول المختلفة.

وأشار الخبير إلى أن رسائل الرئيس السيسي تحمل دلالات سياسية واضحة، حيث تعكس الوضع الراهن في منطقة حوض النيل وتأثيرات سد النهضة على دول المصب. وهذا يعتبر خطوة مهمة في طرح القضية سياسيًا على الساحة الدولية، مما يسهم في زيادة الضغوط على إثيوبيا وتعزيز تضامن الدول الغربية والمؤسسات الدولية مع الموقف المصري. وخلص العناني إلى أن الرئيس السيسي ليس في وارد التهاون بشأن ملف الأمن المائي، حيث تواصل مصر التفاوض لمدة 14 عامًا من خلال الأدوات السياسية والدبلوماسية، وهو ما يعني أن جميع الخيارات متاحة.