تأملات في تجربة شاعر متميز
إن الكتابة عن الآخرين تمثل تحدياً كبيراً، خاصة عندما يتعلق الأمر بكاتب يتمتع بشخصية نرجسية وهي ما تكشف عنهم بسهولة. كان هدفي من البداية الوصول إلى صديقي الدكتور البروفيسور عبدالواحد سعود الزهراني الذي أسس مرحلة شعرية فريدة، حيث ساهم في تمهيد الطريق لأجيال متعددة للخروج من فخ الركاكة والاعتماد على الأنا في الشعر، محاولاً استكشاف آفاق أوسع وأجمل. ورغم أن الكثيرين حاولوا تقليده، إلا أن محاولاتهم لم تتجاوز شرف التجربة.
الإبداع الشعري وترك الإرث
يحتفى اليوم (عبدالواحد) الذي أضاف بصمة لشعره تشبه إلى حد ما براءة اختراع. لطالما ظل تراثنا الجنوبي محاصراً في مدرسة تقليدية حيث تتكرر العبارات وتتعدد الألحان، بينما كان المعنى يعاني ويفتقد العمق. لكن عبدالواحد انتهج أسلوباً مختلفاً عبر عصف ذهني نتج عنه كتابة مرحلة جديدة تميز فيها عن القليل من المجتهدين، وعجز الكثيرون عن الوصول إليها.
مع ذلك، قرر عبدالواحد الانسحاب من ساحة العرضة بعدما أدرك أن الوافدين الجدد يسعون إلى إثبات أنهم شعراء رغم أنهم لا يمثلون ذلك بفعليهم. وقد غادر الفارس المضمار، لكن للأسف لم يحافظ أصحاب الساحة على الإرث الذي تركه لهم. كنت هناك لأشارك عبدالواحد تكريماً يليق بمكانته الشعرية.
قدمت له مشاعري بدلاً من كتابة قصيدة فعلها الكثيرون قبلي، ورأيت في عينيه بسمة شعرت أنني أرغب في أن أكون كل ما فيها، لأنني أحب عبدالواحد.
تعليقات