دور هيئة تنظيم الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي
أشار الدكتور محمد بن أحمد المقصودي، أستاذ القانون وعضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة العامة والمحكم القضائي الدولي المعتمد، إلى الأهمية الكبيرة لدور هيئة تنظيم الإعلام في ضبط وتنظيم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الهيئة تعمل على تحقيق توازن مهم بين حرية التعبير وبين المسؤولية القانونية المترتبة عليها، مما يسهم في حماية القيم الدينية والوطنية والأمن الاجتماعي.
وظيفة هيئة الإعلام في التنظيم
تقوم هيئة تنظيم الإعلام بوضع أطر قانونية تنظم العمل في مجال الإعلام الرقمي. وفي ظل التغيرات السريعة التي يشهدها شكل الإعلام وتنوع أدواته، يصبح من الضروري وجود جهة قادرة على تقييم المحتوى والإشراف عليه لضمان عدم انتهاك حقوق الأفراد أو تقويض الحقائق. هذه العملية تعتبر حيوية في الحفاظ على المعايير الأخلاقية والمهنية في المحتوى المُقدم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
في ظل التحولات التكنولوجية، فتعزيز حرية التعبير على هذه المنصات يجب أن يترافق مع المساءلة. حيث تسعى الهيئة إلى ضمان عدم استغلال هذه الحرية لنشر خطاب الكراهية أو المعلومات المغلوطة. من خلال المراقبة الفعالة، عملت الهيئة على تحديد معايير واضحة تتعلق بالنشر والمشاركة، مما يوفر بيئة آمنة للجميع. وهذا يتطلب أيضًا تكاتف الجهود بين الحكومة، المؤسسات الإعلامية، والمجتمع المدني للتأكد من أن القيم التي يسعى الجميع للاحتفاظ بها محمية.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، تبقى هيئة تنظيم الإعلام عنصراً أساسياً في الحفاظ على استقرار المشهد الإعلامي. كما تساهم في تثقيف الجمهور حيال كيفية استهلاك المعلومات من المصادر المتاحة بشكل مسؤول، ما يسهم في بناء مجتمع واعٍ وقادر على التفاعل الإيجابي مع القضايا المطروحة. وفي النهاية، تأتي هذه الجهود في سياق الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في سبيل تعزيز بيئة إعلامية متوازنة، تحترم حقوق الأفراد وتضبط استخدام المساحات العامة بشكل يحفظ اللحمة الوطنية ويعزز الشعور بالأمان الاجتماعي في المجتمع.
تعليقات