فرح الهاشم تستجلي ذكريات القاهرة
بيروت – «القدس العربي»: تناولت المخرجة الكويتية فرح الهاشم في عملها الجديد مدينة القاهرة، حيث عاشت جزءًا من طفولتها. أرادت عبر فيلمها “هرتلة في القاهرة” أن تعكس ذكرياتها المليئة بالحنين للأجواء الثقافية والاجتماعية في الستينيات. أكدت الهاشم أن لكل مدينة رائحتها الخاصة، وتظل رائحة القاهرة عالقة في الذهن، لما تحمله من ذكريات وربما آلام. في الفيلم الوثائقي، تمتزج مشاعر الذكريات مع الحياة اليومية، محاطة بوجهات نظر متعددة من المثقفين والأفراد العاديين في المدينة.
رحلت فرح الهاشم عبر الآراء المختلطة لمجموعة متنوعة من الشخصيات. أحدهم كان شابًا يتمنى لو أن لديه مصدرًا لدخل يكفي لتأمين لقمة العيش، مستعرضًا تحديات الحياة في مجتمع يواجه الأزمات. يعتبر هذا الصوت مرآة لمشاعر الإحباط التي يشعر بها الكثيرون في ظل أنظمة لا تعترف بحقوقهم الأساسية. والكلمات التي استخدمها الشباب في الفيلم تعبر عن شغف وطموح بعيدًا عن القيود المفروضة.
في سياق تلك الرحلة الفنية، أشارت الهاشم إلى أهمية الثقافة والفن كمحرك رئيسي في تشكيل هوية المدينة وشخوصها. هذه الجوانب قدمت للقاهرة صورة أكثر إنسانية، واستعرضت تجارب الناس اليومية بإحساس عميق.
تجارب فنية تعكس الثقافة المصرية
الفيلم يعكس أيضًا كيفية تداخل الثقافات العربية بالمدينة، حيث يتحدث أحد ضيوف الفيلم عن تعقيد الهوية والانتماء في مجتمع مليء بالتنوع. يرى البعض أن القوة الحقيقية تكمن في قدرة المجتمعات العربية على تجاوز الفروق. كما تأمل فرح في تأثير الحوادث التاريخية، وكيف أن النكبات العربية كانت لها تبعات على الأفراد والفنون. ومن بين الأفكار المطروحة، كان من المثير للاهتمام كيف رأى البعض أن الحل لمشكلات العالم العربي يتلخص في امتلاك قنبلة نووية كوسيلة للكرامة والوجود.
بالإضافة إلى ذلك، قامت المخرجة بتصوير مشهد لمقهى “جروبي” الشهير في القاهرة، حيث تم استدعاء ذكريات تجمع الفنون والثقافات. كان الفيلم مصدراً للحنين، مزج بين الحاضر والماضي، من خلال موسيقى وكل تلك الأحداث التي شكلت المدينة.
في النهاية، قدمت فرح الهاشم من خلال “هرتلة في القاهرة” عملاً فنيًا يحتفي بالمدينة المعقدة، مؤكدة أن الثقافة والفن هما الأمل في تجاوز الأزمات وإعادة بناء الهوية. يمتاز الفيلم بأسلوبه الفريد الذي يمنح المشاهد فرصة للتفاعل مع جانب إنساني عميق، مما يجعله تجربة تستحق المشاهدة والتأمل.
تعليقات