مصرع دبلوماسيين قطريين في مصر وتأثيره على مفاوضات غزة
أثار الخبير في الشؤون الاستراتيجية حسين الأسعد تساؤلات حول ملابسات وفاة دبلوماسيين قطريين في مصر أثناء مشاركتهما في الوفد المفاوض لوقف النزاع في غزة، مشيراً إلى أن الحادثة قد تكون مدبرة وليست عرضية كما قد يبدو للوهلة الأولى.
ملابسات الحادث وتأثيراته السياسية
وأوضح الأسعد في حديث له أن الحادثة التي وقعت قبل يوم واحد من القمة المرتقبة في شرم الشيخ، التي كانت تهدف إلى إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، تعكس توقيتاً حسّاساً. وأكد أن استهداف أي عضو من الوفد القطري يحمل دلالة سياسية واضحة، وقد يكون بمثابة رسالة ضغط أو تحذير غير مباشر للأطراف المعنية في الاتفاق.
وأضاف أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تُستخدم أحياناً كوسائل في لعبة التوازنات الإقليمية، مما يعيق الوصول إلى اتفاقيات حاسمة، خاصة في مراحل المفاوضات الحرجة التي تثير مخاوف بعض الأطراف من نتائج تتعارض مع مصالحها. كما أشار إلى أن التزامن بين الحادثة والنشاط الاستخباري المكثف في المنطقة يعزز من فرضية كون الحادث مدبراً وليس مجرد حادث سير عابر.
وأشار الأسعد إلى أهمية وجود رقابة دولية مستقلة على التحقيقات الفنية، مؤكداً أن غياب الشفافية أو تأخر الإعلان عن النتائج قد يؤدي إلى تفشي الشكوك، مما يؤثر سلباً على سير المفاوضات. ولفت إلى أن مصر ستبذل قصارى جهدها لإثبات أن الحادثة عرضية من أجل الحفاظ على صورتها وضمان نجاح القمة في موعدها. كما تراقب واشنطن وتل أبيب أي مؤشرات قد تشير إلى وجود صلة بين الحادثة ومحاولات لإفشال المسار الدبلوماسي.
وختم الأسعد بالحديث عن الحاجة لتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين قطر ومصر تحت إشراف دولي، لضمان مصداقية النتائج وكشف الحقيقة للجمهور. هذا الأمر يعدّ بالغ الأهمية في سياق تعزيز الشفافية واستعادة الثقة في العملية الدبلوماسية الجارية.
تعليقات