السعودية وقطر تطالبان باكستان وأفغانستان بالتحلي بضبط النفس لاحتواء التوترات الحدودية

القلق الإقليمي من التصعيد العسكري بين باكستان وأفغانستان

أعربت المملكة العربية السعودية ودولة قطر عن قلقهما العميق بشأن التصعيد العسكري والاشتباكات الحدودية بين باكستان وأفغانستان، ودعتا الطرفين إلى ضبط النفس وضرورة اعتماد الحوار والدبلوماسية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته على منصة “إكس” أنها تتابع بقلق التوترات والاشتباكات التي تشهدها المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وأكدت الرياض أهمية تجنب التصعيد وضرورة اعتماد الحكمة والحوار كوسيلة لخفض حدة التوتر، مشددة على دعمها لجميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار وتحقيق الأمن والازدهار للشعبين الباكستاني والأفغاني.

موقف مماثل من قطر

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها عن قلق الدوحة إزاء التصعيد الحدودي بين باكستان وأفغانستان، وما قد يترتب عليه من تداعيات على أمن واستقرار المنطقة. وحثت قطر كلا الجانبين على تغليب الحوار والدبلوماسية وضبط النفس، كما أكدت دعمها لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين، مع التركيز على أهمية استتباب الأمن والازدهار لكلا الشعبين.

اشتباكات متصاعدة وتبادل الاتهامات

جاءت المواقف السعودية والقطرية في ظل اشتباك عنيف شهدته الحدود بين القوات الباكستانية والأفغانية، وذلك بعد تصاعد التوتر بين البلدين. وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية المؤقتة أن قواتها شنت هجمات ردًا على ما اعتبرته انتهاكات متكررة للمجال الجوي الأفغاني. من جانبها، لم تؤكد إسلام آباد مسؤوليتها عن تلك الهجمات لكنها أكدت أنها ستتخذ التدابير اللازمة لحماية مواطنيها من “تصاعد الإرهاب”.

خلفية التوترات الحدودية

تقع باكستان وأفغانستان على حدود بطول 2,640 كيلومترًا، تضم عدة معابر رئيسية للشحن والتجارة. ومع ذلك، فإن هذه الحدود تشهد منذ فترة طويلة توترات وهجمات متبادلة، حيث تتهم باكستان جماعات مسلحة بأنشطتها في الأراضي الأفغانية القريبة. في هذا السياق، وقع انفجار قوي في كابل تزامن مع غارة جوية نُسبت إلى طائرات باكستانية، مما زاد من حدة التوتر والاتهامات المتبادلة.

تصاعد القلق الإقليمي

يخشى المراقبون من أن تؤدي الاشتباكات الأخيرة بين الجانبين إلى تصعيد جديد قد يهدد أمن الجنوب الآسيوي. في حين تسعى القوى الإقليمية مثل السعودية وقطر لتثبيت الاستقرار من خلال الدبلوماسية ودعم الحوار. يُشير المحللون أيضًا إلى أن استمرار التوترات بين كابل وإسلام آباد قد يلقي بظلاله على جهود مكافحة الإرهاب والمشروعات الاقتصادية الإقليمية، مثل ممر الصين–باكستان وخطوط التجارة الحدودية عبر أفغانستان.