الكتابة في مصر القديمة
تتضمن مقتنيات المتحف المصري مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، ومن بينها لوحة تُظهر نفر-حوتب وهو يقف مرتديًا جلد نمر، ما يرمز إلى دوره ككاهن، بينما يقف بجانبه ابنه نفر-حر-إن-بتاح، المصور بحجم أصغر، والذي يظهر ككاتب ويحمل أدواته فوق كتفه، محاطًا بساق والده.
الكاتب في الحضارة المصرية القديمة
شهدت مهنة الكتابة في مصر القديمة تنوعًا كبيرًا، حيث كان هناك “الكاتب الملكي” الذي يُعهد إليه بتدوين شؤون القصر، و”كاتب المعبد” الذي يتحمل مسؤولية توثيق الأحداث الداخلية للمعبد، إضافة إلى “كاتب الحياة اليومية” الذي كان يختص بتسجيل الأوزان والعمليات التجارية مثل الذهب والقمح.
تميز الكاتب المصري القديم بأدواته المخصصة، مثل المقلمة الخشبية التي تحتوي على فجوات للحبر، حيث كان يُستخدم الحبر الأحمر للمكاتبات الملكية، بينما كان الحبر الأسود مخصصًا للاستخدامات الإدارية، بالإضافة إلى فجوة طويلة لتخزين الأقلام.
حمل الكتاب في تلك الحقبة ألقابًا عديدة تعكس مكانتهم الرفيعة، مثل “رئيس أسرار الملك” و”رئيس أسرار الكلام المقدس” و”رئيس أسرار محكمة العدل”، مما يُبرز الدور المحوري الذي لعبه الكتبة في بناء الدولة المصرية القديمة وتنظيم شؤونها.

اللوحة
تظل الكتابة جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الحضارة المصرية القديمة، إذ أسهمت في توثيق أحداث مهمة وبناء أسس المجتمع في تلك الفترة. بفضل جهود الكتبة، تم الحفاظ على الذاكرة الجماعية والثقافة المصرية، مما جعلهم عنصرًا حيويًا في الحضارة والتراث.
تعليقات