رئيس غرفة الصناعات الكيماوية: التعليم الفني التطبيقي هو السبيل لنهضة الصناعة في مصر

التعليم الفني التطبيقي ودوره في تعزيز الصناعة المصرية

قال الدكتور شريف الجبلي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية في اتحاد الصناعات المصرية ورئيس مجلس إدارة المدرسة الفنية التطبيقية بمصنع أبو زعبل، إن التقدم الذي تشهده مصر اليوم في مجال التعليم الفني يعد تحولًا كبيرًا في مسار الصناعة الوطنية. وأكد أن النهضة الصناعية تعتمد بشكل رئيسي على الفنيين المهرة القادرين على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة واحتياجات سوق العمل. جاء هذا التصريح خلال كلمته في احتفال تخريج الدفعة الأولى من طلاب مدرسة أبو زعبل الفنية التطبيقية لعام 2025، التي تمثل نموذجًا وطنيًا متقدمًا لجمع التعليم الفني والإنتاج الصناعي في بيئة تعليمية متكاملة داخل المصنع. هذه البيئة توفر للطلاب فرص التدريب العملي اليومي وتكسبهم الخبرة الميدانية اللازمة.

التعليم الموجه نحو الصناعة كحقبة جديدة

أشار الجبلي إلى أن المدرسة بدأت منذ سبع سنوات بمسار بسيط يتمثل في تخصص واحد يضم 22 طالبًا، لكنها اليوم تحتوي على خمسة تخصصات و112 طالبًا، مما يعكس نجاح التجربة واستدامتها. وأوضح أن الهدف لم يكن فقط تخريج دفعة واحدة، بل إقامة مدرسة نموذجية مستدامة تكون مرجعًا للتعليم الفني التطبيقي في مصر وفي المنطقة العربية. وأضاف أن الخطة المستقبلية تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 500 طالب خلال السنوات الخمس القادمة، مع توفير تدريب تطبيقي شامل في بيئة العمل الحقيقية، لتحقيق التأهيل الفني الذي يسهم في دعم الصناعة الوطنية ويعزز قدرتها على المنافسة في الأسواق الإقليمية.

واستطرد الجبلي بأن ما يميز تجربة مدرسة أبو زعبل هو موقعها الفريد داخل المصنع، مما يجعلها بيئة تعليمية إنتاجية حقيقية وليست مجرد فصول نظرية. فهنا يتعلم الطلاب بشكل مباشر مراحل الإنتاج، ويعملون تحت إشراف مهندسين وخبراء صناعيين، مما يجعلهم جاهزين لدخول سوق العمل فور تخرجهم. في خلال كلمته، قدم شكره للقيادة السياسية على دعمها المتواصل للتعليم الفني، وأكد على التعاون المثمر مع وزارتَيْ التربية والتعليم والصناعة والتجارة، وكذلك هيئة التنمية الصناعية، لمتابعة جميع مراحل تنفيذ المشروع. كما عبر عن تقديره لإدارة مصنع أبو زعبل التي احتضنت التجربة منذ بدايتها، بالإضافة إلى المعلمين والمشرفين الذين أسهموا في تدريب الطلاب. واختتم الجبلي حديثه موجهًا للخريجين بأنهم ليسوا مجرد دفعة 2025، بل هم البذور الأولى لمسيرة طويلة من التميز والريادة في التعليم الفني التطبيقي، داعيًا إياهم ليكونوا سفراء لهذا النموذج الجديد في التعليم والصناعة.

في ختام الحفل، تم تكريم الطلاب الأوائل وأعضاء هيئة التدريس في أجواء احتفالية تعكس نجاح هذه التجربة الوطنية الرائدة التي تربط بين التعليم والصناعة.