رحلة سياحية مميزة: حافلة برمائية جديدة تجوب القاهرة والأقصر وأسوان قريبًا!

الحافلة البرمائية: وسيلة نقل سياحي مبتكرة في مصر

تشهد مصر استعدادات مكثفة لإطلاق وسيلة نقل سياحية مبتكرة ستغير من تجربة التنقل في المدن السياحية الشهيرة. الحافلة البرمائية الجديدة، التي من المقرر أن تبدأ التشغيل التجريبي قبل نهاية عام 2025، ستتيح للسياح الانتقال بسلاسة من شوارع القاهرة المزدحمة إلى مياه نهر النيل الهادئة، مما يوفر تجربة فريدة تجمع بين البر والماء في رحلة واحدة.

وسيلة مبتكرة للتنقل السياحي

تأتي هذه المبادرة في إطار جهود الدولة لتحديث البنية التحتية للنقل السياحي وتعزيز السياحة المستدامة. سيتم تشغيل هذه الخدمة في مدن القاهرة والأقصر وأسوان، مما يوفر للزوار فرصة استكشاف المعالم الثقافية والتاريخية من كلا الجانبين، دون الحاجة لتغيير وسائل المواصلات. وأشار مفيد صلاح، رئيس هيئة النقل النهري، إلى أن هذه الحافلة تمثل أكثر من مجرد وسيلة نقل؛ إذ تعكس طريقة جديدة لاكتشاف مصر، مؤكداً أنها ستكون تجربة آمنة وممتعة وصديقة للبيئة.

الميزة الرئيسية في الحافلة البرمائية تتجلى في قدرتها على الانتقال الفوري من اليابسة إلى الماء عبر ممرات انتقال خاصة تنفذ على ضفاف النيل. وقد تم تجهيز المركبة بأحدث تقنيات الأمان، وهي تخضع حالياً لاختبارات مكثفة لضمان جاهزيتها قبل الإطلاق الرسمي. كما أن أهمية المشروع لا تقتصر على الجانب الترفيهي فحسب، بل تحمل أيضاً رمزية حضارية تعيد ربط السياحة الحديثة بجذور الحضارة المصرية التي نشأت على ضفاف النيل.

يُعَتَبر المشروع جزءاً من خطة أوسع لتطوير منظومة النقل النهري في مصر، حيث شهد هذا القطاع استثمارات تجاوزت 4 مليارات جنيه في السنوات الأخيرة. ارتفع عدد الوحدات النهرية العاملة من 289 وحدة عام 2014 إلى 400 وحدة عام 2023، مع خطط لزيادتها إلى 520 وحدة بحلول عام 2030. يمثل الاعتماد على النقل النهري خياراً اقتصادياً مستداماً يسهم في تقليل الازدحام وتكاليف الوقود والانبعاثات الكربونية، مما يجعله وسيلة مثالية لمدن مثل القاهرة والأقصر وأسوان.

ومع اقتراب موعد الإطلاق الرسمي لهذه الحافلات البرمائية، ينتظر خبراء السياحة والسفر حول العالم بفارغ الصبر التحولات التي يمكن أن يحملها هذا المشروع. من المتوقع أن يجعل هذا الابتكار مصر من الدول الرائدة في دمج النقل المستدام بالسياحة الثقافية، مما يعزز تجربة الزوار ويوفر لهم منظورًا جديدًا لاكتشاف التاريخ والطبيعة.