رئيس جامعة الأزهر يسلط الضوء على الفرق الدقيق بين الإيمان والإسلام وأهمية استخدام كل مصطلح بشكل صحيح

إعجاز اللغة العربية في القرآن والسنة

أشار الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إلى أن من الجوانب المدهشة في اللغة العربية التي تظهر في القرآن الكريم والسنة النبوية هي دقة استخدام الكلمات في مواضعها المناسبة. حيث أوضح أن الشخص الذي يُراعى تلك الفروق اللفظية هو البلغاء الذي يضع كل كلمة في موقعها الصحيح، وهو ما أطلق عليه الإمام الخطابي “عمود البلاغة”.

فارق بين الإسلام والإيمان

وخلال مشاركته في حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة” الذي يُعرض على قناة الناس، أوضح رئيس الجامعة أن هناك كلمات قد يُعتبرها البعض متشابهة، مثل كلمتي الإسلام والإيمان. وقد أشار إلى أن هنالك فرقًا دقيقًا بين الكلمتين لا يُدركه سوى المتفحص في النصوص الشرعية. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء المسلّم على الميت، حيث قال: “اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان”.

وقد أوضح الدكتور داود أن استخدام كلمة “الإسلام” في سياق الحياة يدل على معاني الخضوع والانقياد لله في لحظة تميز بالنشاط والحيوية، بينما وردت “الإيمان” في سياق الوفاة لأن معناها يتصل بالتصديق القلبي الذي يناسب الشخص الذي انتهت حياته واستعد للوقوف أمام الله.

وأكد الدكتور سلامة داود على أن هذا الترتيب الدقيق للألفاظ يعكس عمق البلاغة في النصوص النبوية وغنى اللغة العربية، مشددًا على أنه لا يجوز استبدال كلمة بأخرى إلا في السياقات التي تستلزم ذلك بإطار البلاغة والدقة في التعبير. وهذا يظهر كمال اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، ويُبرز أهمية التدبر في النصوص لاستيعاب معانيها وفقًا للغة الوحي.