نبيل فهمي: استمرار الاحتلال يفرض وجود المقاومة وتضحيات غالية من الشعب

المقاومة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي

علق السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، على الوضع الراهن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددًا على أن الاحتلال سيظل دائمًا مرتبطًا بالمقاومة، وأن هناك ثمنًا باهظًا يدفعه الشعب الفلسطيني في صراعه من أجل حقوقه. جاء ذلك خلال مشاركته في اللقاء الثالث لصالون ماسبيرو الثقافي، الذي أقيم في استوديو أحمد زويل بمبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث تحدث عن رؤيته لمستقبل الصراع.

استشراف المستقبل للقضية الفلسطينية

أكد فهمي على أهمية تعزيز خطة ترامب للسلام في غزة على الصعيد الدولي، مُشيرًا إلى ضرورة تنفيذ جميع بنودها العشرين لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية. وأوضح أن أي اتفاق ينقصه دعم من القوى الدولية سيكون هشًا أمام المناورات الإسرائيلية والتغيرات السياسية في الولايات المتحدة. وأوضح أن الجزء الأول من الخطة الذي يتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يعد واضحًا، لكنه شدد على عدم الانخداع بحسن النية في باقي البنود، مشيرًا إلى دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الضرورية لتهيئة الظروف اللازمة لإقامة دولة فلسطينية ذات عاصمة في القدس الشرقية. وأكد على موقف مصر الثابت في دعوة إنهاء الاحتلال.

كما حذر وزير الخارجية الأسبق من محاولات “المراوغة الإسرائيلية”، مُشيرًا إلى ضرورة حماية النقاط الهامة في الخطة لضمان تنفيذها. وأشار إلى أن المقاومة يجب أن تتم ضمن إطار خطة محددة وآليات فعالة لمواجهة المحاولات لتغليب القوة على الحق.

وفي سياق آخر، تطرق فهمي إلى عملية اختيار الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، موضحًا أن هذه العملية تتضمن مراحل عدة تبدأ بالتشاور الداخلي داخل الدول ثم ينتقل الأمر إلى المستوى العربي قبل أن يتم اعتماد الاسم في المجلس الوزاري في ربيع العام المقبل. وأعرب عن تفاؤله بإمكانية إصلاح النظام العربي من خلال التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: مواجهة التحديات الحالية، تطوير المؤسسات، والاستفادة من التطور التكنولوجي لتعزيز الهوية العربية.

وأشار إلى أن العالم العربي يحتاج إلى إدراك قيمته الحقيقية وسط محاولات متكررة لتغيير هويته من منطقة عربية إلى منطقة تضم بعض العرب. وبخصوص اتفاقية السلام مع إسرائيل، أكد أن “لا أحد في مصر يرغب في الحرب، بل نريد سلامًا قائمًا على الحق والعدل”، رافضًا أن تُعتبر إسرائيل جزءًا من الأمان القومي المصري.

شهد اللقاء حضور عدد بارز من الإعلاميين والدبلوماسيين، ومن بينهم الكاتب الصحفي علاء الغطريفي، ومجدي لاشين، الأمين العام للهيئة الوطنية للإعلام، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والصحفيين. تم خلال الفعالية تكريم عدد من رواد الإعلام العربي، حيث حصل كل من حسن حامد وأمينة صبري وهالة الحديدي على “وسام ماسبيرو”. كما أهدى السفير نبيل فهمي نسخًا من مذكراته إلى مكتبة التلفزيون، بينما قدم الكاتب سميح رجاء النقاش كتابه “إسلام بلا أحزاب” لضيوف الصالون.