هل تؤسس «قمة شرم الشيخ» للسلام الدائم؟
تستعد منطقة الشرق الأوسط للتوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن والأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، على خلفية عودة أهالي غزة إلى منازلهم التي دمرتها الحرب، في وقت أصبح فيه وقف النار واقعاً ملموساً بموجب المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية للسلام. في هذا السياق، فتح الرئيس دونالد ترمب آفاقاً جديدة لتحويل السلام المؤقت إلى سلام دائم عبر «قمة شرم الشيخ»، التي من المقرر أن يستضيفها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتعاون مع نظيره الأمريكي، وتضم قادة دول المنطقة وزعماء غربيين.
من المتوقع أن يحضر القمة المرتقبة قادة كل من السعودية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وقطر والإمارات والأردن وتركيا وباكستان وإندونيسيا، بالإضافة إلى ممثلين من الاتحاد الأوروبي.
مخاوف من انهيار الاتفاق
يرى المراقبون أن ضمان ترمب لسلام غزة سيوفر إجابات شافية للقلق الذي يسري في الأوساط العربية والجاليات في أمريكا وأوروبا، الذين يخشون من انهيار وقف النار بفعل السياسات العدائية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذكرت تقارير أن نتنياهو لن يُدعى إلى مؤتمر شرم الشيخ، بينما تبقى مسألة جثتي الأخوين يحيى ومحمد السنوار المحتجزتين من قبل إسرائيل معلقة، فضلاً عن استبعاد بعض القيادات الفلسطينية مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات من صفقة إطلاق الأسرى.
سادت حالة من القلق في الأوساط الفلسطينية بعد نشر إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى المتوقع إطلاق سراحهم، والتي لم تتضمن شخصيات بارزة تتعلق بهم آمال كبيرة. كما أبلغت إسرائيل عن رفضها إطلاق سراح حوالي نصف الأسماء المطلوبة من قبل حركة حماس، بحجة عدم وجود تعهدات بشأنهم.
قوة أمريكية
أشار ترمب إلى أن القمة قد تُعقد يومي الإثنين والثلاثاء. وتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل لمقابلة أعضاء الكنيست. أعلن سابقًا أنه سيتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في ذات اليوم أو اليوم التالي. رغم عدم تحديد موعد رسمي لوصوله إلى الشرق الأوسط، أكد موقع «أكسيوس» أن ترمب سيصل القاهرة بعد ظهر الإثنين ويذهب إلى إسرائيل اليوم نفسه ليتحدث هناك ويعقد لقاء مع عائلات الرهائن.
يُنتظر أيضًا وصول قوة أمريكية مكونة من 200 جندي، بقيادة الأدميرال براد كوبر من القيادة الأمريكية الوسطى، إلى إسرائيل لدعم جهود مراقبة وقف النار في غزة والإشراف على المساعدات الإنسانية.
في ذات السياق، أفادت تقارير بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر إلغاء القمة الروسية العربية التي كانت مُقررة في موسكو يوم 15 أكتوبر. وقد أبدى عدد قليل من القادة العرب استعدادهم لحضورها. وأوضح بوتين أنه يأمل في ألا يتضارب مجهوداته مع مساعي ترمب نحو تحقيق السلام في المنطقة.
تعليقات