ملتقى الشارقة الثقافي يختتم بنجاح فعاليات نسخته الثانية

ملتقى الشارقة الثقافي: العصر العباسي وتجارب التسامح

أقيم ملتقى الشارقة الثقافي “يازمان الوصل” في نسخته الثانية تحت رعاية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، حيث استمر من 7 إلى 9 أكتوبر، وشهد مجموعة من الجلسات الثقافية والقراءات الشعرية بمشاركة شخصيات ثقافية وإعلامية فاعلة.

تقاليد التسامح والتعددية الثقافية

في اليوم الختامي، تم تنظيم جلسة تحت عنوان “التسامح والتعددية الثقافية”، أدارها الأديبة صالحة عبيد وبمشاركة الدكتور يوسف الحسن، الذي أشار إلى الغموض الذي يكتنف مفهوم التسامح لدى الكثيرين، موضحًا أن معناه الحقيقي يتجلى في التعايش مع الآخر دون التخلي عن الهوية الثقافية. كما شدد على أهمية النقاش كوسيلة لإنتاج الأفكار وبدء حوارات تساهم في الابتكار.

تحدث الدكتور يوسف عن التسامح في العصر العباسي، مشيرًا إلى مساهمات الدولة العباسية في تعزيز قيم التعايش السلمي وتقبل الآخر، حيث كانت فترة تطور علمي وثقافي واجتماعي، مما سمح بوجود تنوع ثقافي وديني وعرقي.

كما أكد على تجربة دولة الإمارات في التسامح، متحدثًا عن تأسيس وزارة للتسامح ودورها في تعزيز الرسائل الثقافية التي تدعم القيم الإنسانية.

في الأمسية الختامية ببيت الحكمة، قدمت الأستاذة هاجر الحوسني قراءة للأطفال حول قصة “بيت الحكمة” التي كتبتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مستعرضة تاريخ هذا المعلم العلمي الذي أسس في العصر العباسي.

توجت فعاليات الملتقى بجلسة تتناول “المرأة العباسية ومكانتها في اتخاذ القرار”، حيث أدارت الحوار الإعلامية عائشة الرويمة بمشاركة الدكتورة رقية الكتبي والدكتورة بدرية الشامسي، اللتين استعرضتا دور النساء العباسيات وكيف أنهن أثرن في مجالات متعددة رغم القيود المجتمعية، مشيرتين إلى شخصيات بارزة مثل الخيزران وزبيدة بنت جعفر. وأكدت المشاركات على أهمية تضمين هذه القصص في المناهج الدراسية.

اختتم الملتقى بأمسية شعرية قدمت مختارات من شعراء العصر العباسي، حيث تناولت الشاعرات تصورات عن واقع المرأة في تلك الفترة، وكيف عانت من قيود، ولكنها لا تزال تحتفظ بتعبيرات غنية تعكس فصاحتها وذكاءها.