أرواح في المدينة: حفلة تسترجع سنوات الصبر والصمود احتفالاً بذكرى أكتوبر المجيد بدار الأوبرا
احتفاء بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
احتفلت سلسلة “أرواح في المدينة” بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، مساء الجمعة، وذلك في أمسية استضافها المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية. وقد حضر الفعالية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وعدد من الأسماء البارزة في المجال الثقافي والفني، مثل المخرجة إنعام محمد علي والمصور سعيد شيمي. كما كان بين الحضور الكاتب الصحفي محمد هاني واللواء معتز الشرقاوي، أحد أبطال حرب الاستنزاف، فضلاً عن أبناء البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي. تركزت النقاشات والأجواء حول السنوات العصيبة التي سبقت حرب أكتوبر وكيف أن المصريين قد نسجوا خيوط الصبر التي مهدت لنجاحهم في المعركة.
إحياء ذاكرة حرب أكتوبر
استخدم اللقاء الفن كمدخل لاستعراض تلك المرحلة المحورية في التاريخ المصري المعاصر، عبر عرض مقاطع من الفيلمين المعروفين “حكايات الغريب” و”الطريق إلى إيلات”، اللذين توثقا بطولات المصريين في مواجهة العدوان وتجسيد إرادة العبور. بدأ الكاتب الصحفي محمود التميمي بالتذكير بتاريخ 10 أكتوبر، والذي شهد تشييع الرئيس الراحل أنور السادات في جنازة رسمية، قارنًا بينها وبين حشود الوداع التي شهدتها مصر عندما فقدت الزعيم جمال عبد الناصر. أكد التميمي أن هذا التباين في الحضور دفع البعض للمقارنة بين الجنازتين، حيث يعتبر البعض أن جنازة المهزوم كانت أكثر جماهيرية، وهو ما اعتبره ظلمًا لكليهما.
كما أشار إلى أن السادات، كبطل للعبور وصاحب قرار الحرب والسلام، يستحق أن يُذكر في سياق إنجازاته العظيمة، بدلاً من اختزاله في تلك المقارنات. حذر التميمي من أن المقولة العربية “بيننا وبينكم الجنائز” تُعد ظلمًا عند استحضار صراع الذكريات بين عبد الناصر والسادات، حيث أن لكل منهما سياق تاريخي خاص. انتقل النقاش إلى إنجازات السادات التي لا يمكن إنكارها، مشيدًا بجهود المخرجة إنعام محمد علي في توثيق هذه البطولات، معبرًا عن تقدير الحضور لجوانب الإبداع الفني التي أضافت لقيمة الأحداث التاريخية.”
كما قام التميمي بعرض صور ومشاهد لمعرض غنائم حرب أكتوبر، الذي يُعتبر جزءًا من ذاكرة انتصاراتنا، حيث تم عرض كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات الإسرائيلية التي تم نقلها إلى القاهرة. كما تم صهر هذه الأسلحة لاحقًا وتحويلها إلى ميداليات، رمزية لقدرتها على تخليد ذكرى النصر. وأكد أن النصر لم يكن حدثًا وليد الصدفة، بل كان نتاج سنوات من التخطيط والإرادة، حيث انطلقت عمليات نوعية منذ فترة قريبة من نكسة يونيو، واستمرت في تعزيز استعدادات مصر للعبور.
استعاد التميمي أجواء تلك الفترة، موضحًا كيف تبلورت فكرة بناء حائط الصواريخ كمفتاح للنصر، حيث كان الدور المبكر لعبد الناصر في توجيه الجهود لذلك أمرًا حاسمًا. نظم الجاليات العربية في نيويورك جنازات شعبية لعبد الناصر، مما يدل على تأثيره في الذاكرة العربية. كما قدم فيلم “حكايات الغريب”، الذي يجسد شخصية تحمل قصة حقيقية استلهمت من سيرة سائق شهد خلال حصار السويس. وأكد التميمي أهمية الأغاني الوطنية التي قدمها الفنان محمد منير، والتي ساهمت في توثيق روح المقاومة والصمود المصري في تلك الأيام. اختتمت الأمسية بتقديم عروض غنائية وطنية، حيث تفاعل الحضور بشكل كبير مع الفن الذي يعكس تعبيرهم عن الفخر والانتماء.
تعليقات